أحملق بتلك الثرية التي تعتلي غرفة نومي من الأحمق الذي علقها ها هنا كمن يعلق جثمان أحدهم كي يشنقه، لربما تم تعليقها كتنبيه لهذه الحياة القاسية ، لربما يود أن يحكي قصة تشابه مجريات حكايتي مع تلك الخائنة التي أثقلت روحي التي تملكتها، كيف أمكنها بالعبور فوق كياني حتى دمرتني كأشلاء قذيفة وسط حرب مميتة، كم كانت قاسية عندما تركت روحي تتحطم في هذه المعركة، سلبت كل غنائمي وقامت بقتلي حتى لفظت أنفاسي الأخيرة وأنا أقول اسمها..
عندما تجبر على قتل روحك أثر ضغوطات المجتمع التافهة و تكدس أحلامك بداخلك، عندما حاولت نسيانها وأن أتوب عن الهوى والجوى، عندما كانت تزور أحلامي وتحولها إلى كوابيس كم كانت أنانية عندما فجرت جميع جراح قلبي لتعترض أيامي وتقود بي إلى الجحيم، عندما عادت لكي نكون سوية مرة أخرى، قالت لي وعد أقطعه لن أخون علاقتنا ولن يتكرر هذا الأمر قط، أوقفتها وقلت من يخون مرة يخون ألف مرة ومن يفلت مرة لا يقوى على الإمساك أبدًا، أذهبِ فأنتِ حرة طليقة من هذا الحب فوالله لم أعد قادر على الأسى الذي سببه لي عشقك والجوى، وأرجو أن أحتفظ بالود الذي كان بيننا في صندوق صغير أخبأه بين ثنايا قلبي الأحمق الذي أحب خائنة مثلك..
لا أنكر البتة أنك كُنتِ مطر على أرض روحي القاحلة، كُنتِ حب حياتي فوزي وخسارتي في معركة الأيام، كُنتِ أكثر من رمق عيني، ونفحات وجودي وكل شيء ولكن حب الفراق لديك أوحى لي بإنتهاء هذا العشق الذي جلب لي جميع الهموم والأوجاع، وهاهي قصتي تنتهي كقصة هذه الجثمان التي عُلِقَت لتنبه عقلي وقلبي لا حُب في هذا الزمن المليء بالأوغاد، كهذه الثرية المعلقة هنا لتذكرني بأن لا أقترف خطيئةَ حبٍ بعد الآن…