إلى امرأةٍ يستحمُّ بها الماء ..
…………………………
بالتيهِ جَنَّ الهوى في هُدْبِها جَنّا
و هكذا الليلُ ما أحلى بهِ السُكْنى !
وفي أصابِعها هذي المُنى ارتَعَشَتْ
بالماءِ ، بالعطرِ ، بالشوقِ الذي غَنّى
وَشوَشتُها و حكايا الوردِ في فَمِها
شَفّافَةٌ ، ذَابَ في أنفاسِها المَعنَى
يُومي الكريستالُ في أَقراطِها لِفَمي
إذا دَنا و تَدَلَّى ، يُربِكَ الأُذْنـا
في شَعْرِها يَتَدَلَّى الليلُ في تَرَفٍ
يَسيلُ ، يَلهَثُ فَوقَ الخَصْرِ مُمْتَنّا
المَاءُ يَبدَأُ مِن نَبْعٍ على فَمِها
وفي نَدَى قَدَمَيها يَنتَهي ظَـنّـا
(النيلُ) في كَفِّها اليُسرى يُدَلّلُها
و يَرتَمي (بَرَدَى) في كَفِّها اليُمنَى
أَكادُ أَسمَعُ في خُلْخالِها نَغَماً
إذا على قَدَمَيها الشوقُ قد رَنّـا
إني أَعَدْتُ بها تَرتيبَ خَارطَتي
بَينَ النساءِ ، فَما أَقْوَى بها الجُبْنا !
كأنها زَرَعَتْ في داخلي رَجُلاً
إلا لها لا يُغَني في الهوى لَحنا
فَلَمْ يَعُدْ للعَذارَى في مُخَيّلَتي
إلا حَديثٌ لعَينَيها اْستَقَى الـجِـنـّا
بِها عَصَرتُ سنينَ العُمْرِ ، فَاْنسَكَبَتْ
على فَمِ الكأسِ هَالاً يَحتَسي الـبُـنّـا
إني بها أَتَحَدّى المَوجَ في نَزَقي
إذا لَمَحتُ بلَيلَى الطَيشَ أو لُبنَى
هُنا أَعَدْتُ فُتوحاتي على يَدِها
و جِئتُ أَمسَحُ عن تَاريخيَ الحُزنا
و عُدْتُ أُزهِرُ كاللَيمونِ في فَمِها
و مِن لَمَى شَفَتَيها أَرشِفُ الـمَـنّـا
لا يَنتَهي هَذَياني في أَساوِرِها
و قَابَ قَوسَينِ ــ ذَابَ القَلبُ ــ أو أَدنَى
و للجُنونِ أَراني قد وَصَلتُ بها
و مَنْ يُعاتِبُ مَفتوناً إذا جُـنّـا !؟
.
.
.
…………….
عبدالحميد الرجوي