آفاق حرة
تقف هذه السلسلة من الحوارات ، كل أسبوع، مع مبدع أو فنان أو فاعل في إحدى المجالات الحيوية، في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه، وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته، وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الأسبوع الباحث والمؤرخ مصطفى الغديري
س 1 _كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين ؟
ج _ الواقع أنني أجد صعوبة لتقديم نفسي ، وإذا كان لا بد من ذلك، فإنني سأتحدث عنه بضمير الغائب لأقول إنه ابن بادية الريف عاش حياة قاسية، ولم يكن يتخيل أنه سيصل إلى بر الأمان الذي وصل إليه في وقت لم يكن يصل إليه إلا من رحم ربنا ، وقضى أربعة عقود من عمره في التدريس بمختلف مراحل التعليم بدءا بالتعليم الابتدائي ومرورا بالتعليم الإعدادي والثانوي فالتعليم العالي بالجامعة .وهو الآن متفرغ للبحث العلمي في حقلي الأدب والتاريخ.
س2_ ماذا تقرأ الآن وما هو أجمل كتاب قرأته؟
ج _ في وقت فرض علينا الحجر بسبب وباء كوفيد19 ، وأغلقت المكتبات وتوقفت المطبوعات عن التوزيع عدت إلى مكتبتي لأكتشف بعض كتبي لأجدها كأنني لم أقرأها من قبل ؛ فوجدت روعة لذة المطالعة في إعادة قراءة رسائل ابن حزم، وبالأخص رسالة في الألوان، لأكتشف أن ابن حزم فنان على غرار بابلو بيكاسو في مزج ألوان لوحاته ، فضلا عن ذلك أعدت قراءة كتاب طوق الحمامة في الألفة والألاّف لأكتشف أن ابن حزم محلل نفساني لظاهرة الحب عند الرجال والنساء ،وهو الفقيه الأصولي بامتياز. كأنه ، بكتابه هذا،يخرق الحجر الفني على الفقهاء والمؤرخين وعلماء عصره، ويكسر الطابو أمامهم.
س_3 متى بدأت الكتابة ولماذا تكتب؟.
ج _ يصعب جدا أن أؤرخ لمراحل كتابتي ولكن حسبي أن أتذكر وأذكر بعض أصدقائي أيام الطلب بثاوية الشريف أمزيان في بداية الستينات، كنا أسسنا مجلة حائطية وترأس تحريرها صديقنا المرحوم الدكتور بومدين ضرضوري،تحت إشراف الشاعر المبدع الحسين القمري – شفاه الله _ كما كتبت مقالاتي العذارى في مجلة العالم الشهرية التي كانت تصدر بلبنان ، وكتبت أيضا في مجلة الإذاعة المغربية التي كان يرأس تحريرها الفنان المسرحي حمادي عمور باسم”السي أنا “.ولما انتقلت إلى الحسيمة لمتابعة الدراسة في التعليم الثانوي كنت أكتب في المجلة الحائطية التي كان يديرها صديقنا الأعز الأستاذ دراز بنعيسى، رغم أن هذه الكتابة لم تكن بعد قد بلغت مرحلة النضج .ولكن الكتابة الحقيقية قد تفتقت في مرحلة التدريس الجامعي بدءا بتهييء المحاضرات ونشر المقالات وتحقيق الكتب والإشراف على البحوث الجامعية .
أما لماذا أكتب ، فالكتابة هوس تشبه الحالة اللا إرادية أحيانا ،وأحيانا أخرى من أجل البحث عن الذات وإثباتها .
س4 _ ماذا تمثل مدينة الناظور بالنسبة لك ؟ وما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟.
ج _ مدينة الناظور تمثل بالنسبة لي بزوغ الفجر على مراحل حياتي، فهي المدينة الأولى التي حضرت فيها دروسا عصرية كان يلقننا إياها نخبة من الأساتذة المصريين في بداية الستينات ، وهي المدينة التي رأيت فيها الأنوار الكهربائية في شوارعها، وفيها بدأت اواظب على قراءة مجلة العربي الكويتية التي كان يديرها العالم المصري د.أحمد زكي. وفي هذه المدينة شاهدت الأفلام الهندية في سينما قيكتوريا وأفلام مصرية ولبنانية في سينما الريف ،دون أن أنسى فلم “لبنان في الليل” لشادية وصباح وعبد السلام النابلسيي سنة 1963.ولا زلت أتدكر أن أحد الأساتذة، ذكر في الصالحات ، كلفنا بموضوع إنشائي في وصف مدينة الناظور، وكتبت فيه ضمن ما كتبت ” مدينة الناظور كأنها عروس أسندت ظهرها متكئة على هضبة بوبلاو ومدت قدميها إلى حامة سيدي علي لتغتسل الحناء من قدميها في صباح الدخلة ..” وقد كانت ملاحظة الأستاذ كالآتي: ” لا شك أنك ستصبح كاتبا رومانسيا ..” ويومها لم أكن أفهم معنى الرومانسية، وهو ما جعلني أحتفظ في أرشيفي بهذا الفرض منذ سنة 1963 إلى يومنا هذا.أما الحنين الذي يسكنني فهو الشوق إلى قريتي لكَديرة في أقاصي جبال أمجاو، تلك التي دفنت فيها ماضي بكل أشجانه وأحزانه.وما زلت إلى اليوم أتردد عليها وأتجول في وهادها وأحراشها لأتذكر أيامي الخوالي مع ثلة من أصدقائي الأحياء وأتذكر الأموات منهم .
س_ 5 هل أنت راض على إنتاجك ، وماهي أعمالك المقبلة؟
ج _ ليس كل الرضا ولكن على الأقل أطمئن على ما أقوم به، رغم عراقيل الطبع وصعوبة النشر والتوزيع وآفة العزوف عن القراءة ، فقد يصادفك الإحباط أحيانا بعد الكتابة والطبع والنشر وتوزيع نسخ من أعمالك هدايا لبعض الأصدقاء، لتفاجأ أنه لا أحد يقرأ لك ، وتلك هي الطامة الكبرى التي يواجهها من يكتب .
س- 6 متى ستحرق أوراقك وكتاباتك وتعتزل بشكل نهائي ؟
_ إحراق أوراقي معناه نهاية حياتي، لأن الحياة ترفض السكون قبل النفَس الأخير .وقد علمني أحد شياخي أن الباحث إذا توقف عن البحث والقراءة والكتابة، معناه أن حياته انتهت .ولا قيمة للحياة بدون حركة فكرية كانت أم جسدية .
س_7 ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه . وهل لك طقوس خاصة للكتابة.؟
ج _ الأماني غير محدودة .وكلما حققت عملا وأنهيته يصبح صغيرا في عيني ويشرئب فكري إلى أعمال أخرى. بهذا فالأماني عبارة عن متوالية هندسية لا نهائية طول حياة الإنسان.أما طقوسي في الكتابة هي التي تفرض نفسها .ففي بعض الأحيان تعود كتابة بعض الجمل أصعب علي من قلع أضراسي من اللثة ،وأحيانا أخرى تنساب كالشلال الجارف لا يمكن التحكم فيها ، فالمسألة تعود إلى راحة البال وهدوء النفس وطمأنينة الفكر وهي من الأمور العسيرة أن تحضر في كل الأوقات .
س_8 ما هو تقييمك للوضع الثقافي الحالي بالمغرب ؟ وهل للمؤرخ والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب ؟.
ج_ الوضع الثقافي والعلمي في وطننا العزيزحاليا لا يبشر بالخير، ولكن في الوقت ذاته ليس مدعاة إلى الإحباط ،لأنه لكل وقت جيلها ولكل وضع ظروفه بحسب تقلبات الزمن .
أما دور المؤرخ والمثقف فإنه خطير في المجتمع، لكونه يوجه الأمة إلى مكامن الصواب والخطإ.وليس المطلوب منهما أخذ البندقية وتغيير المجتمع بالقوة ،ولكن يكفي تشخيص الوضع والتوجيه الى مكامن المرض في المجتمع ،وتقديم وصفات العلاج الممكنة ولو على المدى البعيد .أما إذا كان المثقف،عامة، يغني خارج السرب فسلام على وجود الأمة واستمرارها
س_9 ماذا يعني لك كلك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل ( بسبب الحجر الصحي )؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب ؟.
ج_ الحياة في عزلة ظاهرة لها جوانبها الإيجابية كما لها أدوارها السلبية .فقد تكون العزلة عبارة عن حالة تصوفية للتأمل والتدبر وإعادة النظر في ظروف الحياة الخاصة. ولكن إذا استمرت هذه العزلة بدون مبرر فهي لا تختلف عن الحالات المرضية التي قد تعتري الإنسان وتجعله يعيش على الهامش في هذا العالم الأرحب.وهذا يصدق على الكاتب والباحث إذا تفرغ للبحث والتأليف والإبداع.أما إذا كانت هذه العزلة من أجل العزلة فهي مرض يستدعي عرض صاحبهاعلى الطب النفسي ليخرج من فوقعته.
س_10 شخصية من الماضي ترغب لقاءها ؟ ولماذا؟.
ج _ فهذا من باب الاستحالة كما يقول المناطقة ، لأن تذكير الماضي لا يعود إلا بالحسرة أحيانا.وكم من شخص عشنا بجانبه ولم نعرف قيمته إلا بعد أن افتقدناه ، وهذا الفقدان لا يزيد إلا حسرة وألما في النفس على التقصير في حقه .أذكر على سبيل المناسبة شخصية القائد المجاهد محمد بوحوت البويفروري الذي دوخ الإسبان بجانب البطل الشريف محمد أمزيان في معركة وهاد الذئب بأيث أنصار على بوابة مليلة السليبة، ثم من بعده بجانب البطل الخطابي، في جبهة الشاون وصنهاجة أسراير ،هذا الرجل عاش في صمت وبطالة في آخر أيام حياته، ولم يلتفت إليه أحد من بني قومه حتى رحل إلى دار البقاء قرير العين، راضيا مرضيا.كم تمنيت لو جالسته ، وأنا في وعيي اليوم ،ليخبرني عن معاركه وبلائه فيها.لكن ماذا يجدي هذا التمني، بل يزيد حسرة وألما في النفس .لهذا كل ما يتمناه الإنسان من لقاء شخصيات من الماضي فهو من باب الحلم ، والحلم ما هو إلا حلم مثل السراب الذي يبدو للظمآن ماء ثم لا يلبث إن يعود إلى حقيقته اللا وجودية.
س _11 ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا ؟
أقول في الجواب عن هذا السؤال ما قاله الشاعر العباسي أبو العتاهية :
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
س _12جل الكتابات التاريخية التي تتناول تاريخ المنطقة تتحدث عن حرب الريف الثانية بقيادة الخطابي فيما تجهل أو تتجاهل وتتغاضى عن الإشارة للحديث عن حرب الريف الأولى بقيادة الشهيد الشريف محمد أمزيان ، ما سبب هذا الغبن الذي يتعرض له البطل محمد أمزيان من أبناء جلدته .فيما يتحدث الإسبان عنه وعن معركة إغزار ن ووشن بتفصيل وإسهاب مثل ماريا خسوس دي مدرياغا ؟؟.
ج _ الواقع أن الكتابة التاريخية عن منطقة الريف لم تنس لا الحرب الريفية الأولى ولا الثانية .لكن ظروف المرحلتين مختلفة ، فمعارك الشريف أمزيان ( من 1909_ 1912م) غير مراحل الحرب التحريرية للخطابي(1920_1926) لأسباب وعوامل متعددة؛ فكانت متباينة في الانتصارات والانكسارات .لذا سيكون من الطبيعي أن تختلف وجهات النظر وحجم هذه الكتابة من الأولى إلى الثانية ، فمعارك الشريف كانت تعتمد على الأسلحة التقليدية عند المجاهدين وعند الإسبان أنفسهم .لكن حروب ابن عبد الكريم استخدم فيها آخر وسائل الدمار الشامل التي عرفها العالم.لذلك كان من الطبيعي أن تتباين هذه الكتابة من الأولى إلى الثانية.ولكن ليس هناك غبن بينهما بقدر ما هناك تفاوت في الإحاطة نتيجة التقدم الذي حصل في الإعلام والتواصل .رغم أن ما كتب عن الخطابي أكثر بكثير مما كتب عن الشريف أمزيان .أما الكتابة عنهما كانت بأقلام الأجانب نتيجة التقدم العلمي لدى هؤلاء .أما الكتابة المغربية، وبالأخص المحلية ،في التاريخ فهي في مرحلة جنينية بعد .
س_13 كيف يتعايش التاريخ مع الآداب تحت سقف واحد وفي حياة مصطفى الغديري ؟.
ج _ العلوم الإنسانية كلها تنتمي إلى شجرة معرفية واحدة متكاملة فيما بينها ،كما هو الشأن في العلوم البحتة؛ فأستاذ الفيزياء لا يمكن أن يجهل علم الرياضيات وكذلك البيوللوجي مع الكيمياء .والشيء ذاته يصدق على العلوم الإنسانية ، فهل يعقل أن يجهل المؤرخ علوم اللغة وهو يقدم على تحقيق النصوص التاريخية القديمة ؟، وهل في إمكان دارس الأدب أن يوثق نصا أدبيا ينتمي إلى عصر من العصور بدون علمه بالتاريخ ومناهج المؤرخين في توثيق النصوص؟ .أعتقد أن هناك تكاملا بين الأدب والتاريخ ولا يمكن استغناء هذا عن ذاك بل المزاوجة بينهما قائمة ، وستبقى كذلك ما بقي الحقلان المعرفيان .
س_14 _أنت من الباحثين القلائل الذين اهتموا وكتبوا عن حادثة المدفع ومعركة سيدي ورياش حدثنا باقتضاب عن هذه الفترة وحيثيات هذه المواجهة التاريخية التي حدثت سنة 1893 بسبب محاولة إسبانيا توسيع حدود مدينة مليلة؟.
ج _ أستسمح الإخوان الأعزاء الذين ينسبونني إلى هيئة المؤرخين ،وهو شرف لا أدعيه ، ولكن أقول حسبي أنني هاو لتاريخ الريف بالدرجة الأولى، لأن ميلي إلى قراءة التاريخ والاهتمام به نشأت عندي منذ طفولتي، إلا أن ظروفا غير إرادية دفعتني إلى دراسة اللغة والآداب وتدريسهما في مختلف مراحل حياتي المهنية، فحين أخوض في التاريخ دراسة وتحقيقا فإنما أشبع فضولي التي أحس بها أنها تسكنني.
أما ما ذكرته من أمر المواجهة بين أبناء قبيل قلعية وبين الإسبان في معركة الحدود المعروفة بحرب سيدي ورياش أو حرب مليلة أو معركة الجنرال مارغايو ،في شهر أكتوبر من سنة 1893 التي قتل فيها الجنرال مارغايو، بسبب ما نصت عليه معاهدة ضربة المدفع التي وقعها ممثلو المحزن المغربي وممثلو السلطات الإسبانية بتاريخ 21 فبراير 1891 في موضوع توسيع حدود مدينة مليلة بضربة المدفع، فإنه كان لي شرف نشرة معاهدة ضربة المدفع هذه في كتاب : الريف ج2 قراءة في وثائق الريف الشرقي 106 وما بعدها. وألقيت عرضا عنها في ندوة معركة إغزار أن وشن بأيث أنصار في ندوة مندوبية السامية لقدماء المحاربين .فإن هذه المعاهدة كانت قد نصت عليها معاهدة وقف حرب تطوان سنة 1859/1860 بموجب معاهدة وادي الراس .لكن تطبيق ضربة المدفع لتمديد حدود مليلة كانت تجد صعوبة التنفيذ بسب رفض أبناء قبيلة قلعية تمديد هذه الحدود إلى أن جاء الوقت الموعود لتنفيذها بكل ما لها وما عليها من التحايل( ينظر كتابي الريفج2 : قراءة في وثائق الريف الشرقي ).
س_15 مافائدة التاريخ؟؟ وما الذي يريده الناس تحديدا من المؤرخ ؟ وما الذي جعل مصطفى الغديري أستاذ الأدب العربي يولي اهتماما أكثر للبحث التاريخي ؟.
ج_ إن التعريف الشائع لعلم التاريخ بأنه دراسة الماضي ومعرفته من أجل الاستفادة به في الحاضر، وأقول أيضا أن دراسة التاريخ يكشف عن الهوية الذاتية للامة لتجعل من هذه الهوية دافعا إلى الحفاظ على مقوماتها الروحية والفكرية واللغوية ….وهو ما يدعو إلى السير إلى الأمام ونشدان التقدم والمحافظة على الشخصية ، لأن من لا ماضي له لا يستطيع أن يحسن تصرفه في حاضره .
ومصطفى الغديري الذي احترف الأدب كانت الدراسة التاريخية عنده إشباعا لفضوله التي تسكنه منذ صغره، كما سبقت الإشارة إلى ذلك من قبل .ولا أحلى للإنسان من أن يشتغل بما يشبع فضوله ويقوي موهبته، وإن لم يكن ذلك تخصصه، بغية المساهمة في الكشف عن ماضي قبيلته ومنطقته وإقليمه ووطنه ورجال أمته.
س-16 ما هي أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟؟
ج _ أجمل ذكرى أحتفظ به هي إعلان نجاحي في امتحان الالتحاق بالدراسة في التعليم الإعدادي بثانوية الشريف محمد أمزيان بتاريخ 4 يوليوز من سنة 1962لأنتقل من البادية حيث كانت أقطع كل يوم 12 كيلومتر في الغدو والرواح لأصل إلى مدرسة دار الكبداني لمتابعة دروسي بالتعليم الابتدائي .
وكأني كنت أقول وداعا يا طريق دار الكبداني الذي كنت أقطعه كل يوم غدوا ورواحا فإنني سأنتقل إلى الناظور، مدينة الأنوار، آنذاك .
أما أسوأ ذكرى أحتفظ بها هي حديث والدتي التي كانت تقول لي في طفولتي :يا ولدي إنني أرى كأننا نعيش في غابة من الذئاب والثعالب . ويومها كنت لا أدري ما المقصود بهؤلاء الذئاب وتلك الثعالب إلا بعد أن وعيت وأدركت أن هذه الحيوانات الشرسة هم الذين اشتكاهم الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد حين قال : ” وظلم ذوي القرب أشد مضاضة “. لأنني تربيت يتيما في وسط هذه الذئاب.
_ س17_ كلمة أخيرة أو شيء ترغب الحديث عنه
ج إذاا كان لا بد من كلمة فأنني سأوجهها إلى شبابنا الصاعد لأقول له : إذا اعترضكم يأس في طريقكم ، واصلوا السير وأنتم يائسون ؟ فلا بد أنكم واصلون .وعند الصباح يحمد القوم السرى؟؟