لم أذهب إليها أبداً، لم أرَها إلا بالصور، أو بالتلفاز في نشرات الأخبار، أََخرجت الحربُ أجدادي من أرضهم كانت حرباً مخيفةً أُجبروا فيها على مغادرةِ بيوتهم، و حرقت بيوتُ من لم يغادر و هم فيها، قُتِلَ العجائِزُ و النساء ، و شُرّد الأطفال، فهي حربٌ لم تفرق بينَ الكبيرِ و الصغير ،حربٌ لا رحمةََ فيها، الحروبُ دائماً ما تسببُ الدمارَ والقتل والدماء والدموع والحسرة والخطر والذُعر ، ولكن بعد ما لَقِيَهُ أجدادي من مُعاناةٍ استقروا أخيراً في أرض الحشدِ و الرباط في أُردننا الغالي الذي ما زادنا إلا عزةً وفخراً و تَمَسُكاً بحريةِ أرضنا، و لنا في الكرامةِ خيرُ شاهدٍ و دليلٍ على وحدةِ هذهِ الأرض و صمودها، ومع هذا كُلِه لم تزدنا الحربُ إلا حباً لوطننا و أرضنا وشوقاً للعودة إليها مُحَرِرِين بإذن الله.
لا زال الأمل موجودٌ بداخلي رغم المِحَن أعشقُك يا وطن، وها أنا مع الأيام سوف أقوم بزيارتك والاطمئنان عليكِ يا فؤادي.