أسماء وأسئلة : إعداد و تقديم: رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الاسبوع الكاتبة والاعلامية يسرى طارق
** كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين ؟
ـ ممثلة وصحافية ومقدمة أخبار بالقناة الأمازيغية، صدرت لي مؤخرا عن دار العين المصرية للنشر، روايتي الأولى ” الواهمة “.
**ماذا تقرئين الآن وما هو أفضل كتاب قرأته ؟
ـ أقرأ الآن كتاب ” الصورة والمعنى ” لمؤلفه محمد نورالدين أفاية، وجميع الكتب التي قرأتها أعتبرها مهمة، لأنها سمحت لي باكتشاف تجارب إنسانية مختلفة، ومعان جديدة لهذا الكون الفسيح.
** متى بدأت الكتابة ولماذا تكتبين ؟
ـ رغم أنني أجد صعوبة في تحديد البدايات، إلا أنني أتذكر جيدا أن معلمو الأقسام الإبتدائية، كانوا يقرؤون على أصدقائي التلاميذ ما كنت أكتب في مواضيع الإنشاء، لكي يحفزوهم على الإبداع في الكتابة، وكانت تدهشهم جرأتي في طرح الأفكار رغم صغر سني، خاصة عندما كنت أناقشهم وأحاورهم بكل لباقة واحترام في كل المواضيع التي كنت أكتبها، لهذا كونت العديد من الصداقات معهم وكلفوني بالإشراف على المجلة المدرسية الجدارية، التي كنت أتقاسم فيها ما أكتبه مع جميع التلاميذ.
أما عندما سألتني لماذا أكتب، فكأنك تسألني لما أنا موجودة ؟ فالكتابة بالنسبة لي دليل على وجودي الإنساني، وفعل تمردي يعكس حالتي المزاجية، وهي المنبع الأصيل لاختياراتي الفنية، حيث أحاول من خلالها إسقاط بعض المشاعر للشخصيات التي يخلقها خيالي على بعض الشخصيات التي أديتها أو سوف أؤديها في المستقبل كممثلة، وسواء كان ما أكتبه شعرا أو نصا أو رواية، فالهدف الأساسي منها هو التمرد على القبح، وبالتالي دعوة رصينة لخيالي ليبحث عن الأفضل دائما.
** ماذا تمثل مدينة الناظور بالنسبة لك ؟
ـ الناظور، وخاصة مدينتي ” أزغنغان ” التي توجد على بعد 7 كيلومترات منها، هي مسقط رأسي ومكان نشأتي، أعشق ترابها وأتمنى أن أدفن فيها.
** هل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة ؟
ـ أتأرجح بين شعورين متناقضين، بين حالة من شبه الرضى وحالة من عدم الرضى، شعور متذبذب لا مفر لي منه، لكن ما يحقق لي نوعا من الطمأنينة هو أنني أسعى دائما للبحث عن الأفكار الجديدة، التي يمكن أن تميز ما أنتجه من أعمال إبداعية، وتحصينها من النمطية وتسرب الأفكار الجاهزة إليها. كما أنني في الوقت الراهن يصعب علي التنبؤ بإنتاجاتي المستقبلية، رغم أنني أشتغل على تطوير أسلوبي الفني باستمرار، في شتى المجالات المختلفة التي أعمل فيها، فالجمع بين الصحافة والسينما والكتابة ليس سهلا أبدا، ويبقى القاسم المشترك بينها هو أنها تحتاج إلى الإبداع، لذلك أبذل قصارى جهدي لتدبير طاقاتي الإبداعية على هذه المجالات المختلفة.
**متى ستحرقين أوراقك وتعتزلين بشكل نهائي؟
ـ أعتبر نفسي في بداية الطريق، وأنا مؤمنة بأن الإبداع لا حدود له، لذلك طالما أن لدي قدرة واستطاعة على الإنتاج فلن أحرق أوراقي ولن أعتزل، فالإبداع هو الملاذ الآمن الذي أفر إليه من لعنات العبث والتفاهة، وهذا ليس هروبا من المواجهة، بل هو مجرد توحد مع مشاعر في عمق الوجدان.
**ما هو العمل الذي تمنيت أن تكوني كاتبته، وهل لك طقوس خاصة للكتابة ؟
ـ لم يخطر على بالي يوما أن أكون كاتبة لعمل ليس لي، ولا طقوس خاصة لي في الكتابة، فقط أحتاج لكثير من الهدوء، ولمزاج رائق، يوقظ رغبتي في الكتابة.
** ما تقييمك للوضع الثقافي الحالي للناظور ؟
ـ يصعب علي تقييم الوضع الثقافي الحالي بالناظور، لسببين، الأول هو أنني غادرت هذه المدينة سنة 2008، مباشرة بعد حصولي على شهادة الباكالوريا، متوجهة نحو العاصمة الرباط لاستكمال دراستي، ومن ثم الاستقرار بها بشكل نهائي، ولذلك لم أعد على دراية بالشأن الثقافي لهذه المدينة العزيزة، والسبب الثاني، هو أن عملية التقييم لأي وضع ثقافي في أي مكان، يحتاج إلى بحث علمي ودراسة معمقة من طرف أهل الإختصاص، ليكون التشخيص مضبوطا بمعايير علمية، بعيدا عن إطلاق الأحكام الجاهزة.
** ماذا تعني أن تعيش عزلة إجبارية وربما حرية أقل ؟
ـ العزلة لا ترعبني، ما يرعبني هو أن أشعر بالعزلة مع نفسي، وأن يتحول الأمر إلى انكفاء على الذات وعلى الواقع، وبالتالي فإنكلما يطبق على انفتاحي الذي يؤدي إلى إدراك الحياة من حولي، سيقيدني وسيقهر قوة الإستمرار في.
** شخصية من الماضي ترغبين لقاءها ولماذا ؟
ـ لا أحب أن أكون من العالقين في الماضي، ولا أرغب في لقاء أحد منه، أنا مؤمنة بأن الغد من الممكن أن ينجب شخصيات أفضل من التي مضت، وأن الحاضر والمستقبل فيه ما يكفي من الأشخاص الذين أرغب أو سأرغب في لقائهم.
** ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد، ولماذا ؟
ـ لو لم أكن ما أنا عليه اليوم، لوددت أن أكون، لهذا لا أريد البدء من جديد، كل ما أريده هو ملاحقة باقي أحلامي، وأن أنجو من مصيدة التشابه، وأن أرتمي في أحضان التفرد والتميز، وأن أخطو بخطوات ثابتة نحو المستقبل.
** أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك ؟
ـ ذاكرة الروح مزدحمة بالذكرايات، وفي هذه الحالة القدرة على التذكر مهمة شاقة علي.
**كيف تتعايش الكتابة الإبداعية مع الصحافة والتمثيل تحت سقف واحد في حياة المبدعة ؟
ـ كما أشرت لك سابقا فهذه المهمة ليست بالسهلة، وهي أيضا ليست بالمستحيلة، فما دمت قادرة على توزيع طاقاتي الإبداعية بينهم بكل حب، يمكن أن أحقق التعايش بين هذه المجالات المختلفة التي يجمع بينها الإبداع.
** إلى أي حد يمكن للفن التعريف بقضية ما، ولفت انتباه الرأي العام إليها. فيلم دقات القدر نموذجا ؟
ـ دور الفن لا يمكن حصره في تحقيق الترفيه والمتعة والترويح عن النفس فقط، بل له أدوار أخرى مهمة، كتبني وخدمة القضايا المصيرية والإنسانية أيضا. فالسينما مثلا هي أداة فنية فعالة ومضمونة للتعريف بقضية ما، بشكل نافذ وسريع، وهي من أكثر الوسائل تأثيرا لا سيما أنها توظف مختلف صنوف الفنون في آدائها. وفيلم ” دقات القدر ” للمخرج السينمائي محمد اليونسي، هي من الأفلام السينمائية التي تسلط الضوء على القضايا الإنسانية، ويوثق الفيلم للمآسي التي خلفتها حرب الريف حينما ألقت السلطات الاستعمارية الإسبانية الغازات السامة على المنطقة.
** كلمة أخيرة أو شيء ترغبين الحديث عنه ؟
ـ أريد أن أشكر كل الذين تنبؤوا لي بمستقبل إبداعي واعد، ولم يبخلوا علي بتشجيعهم لإبراز مواهبي في الكتابة والتمثيل والإعلام.