غلاف قصة “في مهب الريح” لمخائيل نعيمة
تتباين الرؤى بشأن أهمية القصة القصيرة في المشهد الأدبي العربي، فثمة من يرى أنها ازدهرت وتطورت في العالم العربي، بينما يرى آخرون أنها تشهد تراجعا على المستوى الكمي والإبداعي مقارنة بالرواية وأنماط أدبية أخرى. وقال ناشر مجلة الآداب البيروتية سماح إدريس أن هناك قصورا في فهم ومعرفة تاريخ القصة القصيرة في العالم العربي وتطورها ولذلك ارتأينا فتح الباب من أجل البحث في هذا الجانب الهام والقيم من حياتنا الأدبية. وأفردت المجلة ملفا للقصة العربية القصيرة وبدأت بنشر عدد من القصص لمؤلفين من أقطار عربية مختلفة قبل أن تخصص مقالات حول القصص المنشورة تحمل إضاءات نقدية حول القصة العربيّة الجديدة.
القصة القصيرة تحتل موقع الصدارة في الفنون الأدبية وتتقدم على حساب الشعر وبقية الفنون لأنها على تماس مع الواقع، ويقول الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين سليمان تقي الدين إن النماذج التي سارت عليها القصة العربية الحديثة معظمها مقتبس من النمط الغربي، لكن ذلك لا ينفي وجود لون أدبي خاص بالعرب يتصل بموضوع القصة بشكل ومبنى مختلف عن التجربة الغربية. ويؤكد أن القرن التاسع عشر هو الفترة الخصبة في هذا التجديد الأدبي في العالم العربي، وقد لعبت كل من مصر ولبنان الدور الرئيسي في بروز القصة العربية القصيرة خاصة عبر الرواد كميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران، ومن الجدد إلياس خوري، على سبيل المثال.
ويرى تقي الدين أن النهضة حاليا هي للرواية وليس في مجال القصة القصيرة، وأن شهرة القصاصين تراجعت اليوم مقارنة بالروائيين، كما أن الكثير مما تسمى قصصا قصيرة هي أشبه بالخواطر الوجدانية. ومن جهتها ترى أستاذة الأدب المقارن في جامعة البلمند اللبنانية الدكتورة صباح غندور أن القصة القصيرة تطورت تطورا كبيرا، فنحن نجد في أي أنطولوجيا غربية ترجمات لقصص عربية، حيث هناك العديد من القصص العربية التي ترجمت إلى لغات أجنبية مختلفة.
في السياق ذاته لا توافق غندور من يقول إن القصة العربية مأخوذة عن الغرب، وقالت بأن تطور القصة العربية القصيرة -وفق التعريف الغربي لها- بدأ في الستينيات، لكن نهوضها الكبير حصل في الثمانينيات، ورغم ذلك يتطلب الأمر المزيد من العمل لبلورتها وتطويرها وتعريف العالم بها، كما رأت أن لبنان ومصر وسوريا سباقة في كتابتها، لكن في الفترة الأخيرة شهدت القصة القصيرة في الخليج وخصوصا في الإمارات تطورا واضحا. فيما يقول أستاذ الفلسفة والأدب العربي في الجامعة اللبنانية الدكتور مصطفى الحلوة إن القصة تحتل موقع الصدارة في الفنون الأدبية وتتقدم على حساب الشعر وبقية الفنون لأنها على تماس مع الواقع، مضيفا بأن لغة النثر أكثر قدرة على التعبير عن الواقع من لغة الشعر، لذلك تلعب القصة القصيرة دورا في العالم العربي، في المرحلة الأولى كانت هناك حركة تأليف، ولاحقا لاحظنا نوعا من الأصالة. وختم أن خصوصيتها هي في تعبيرها عن الواقع، وملامسة هموم المجتمعات العربية المختلفة، وبرز منها كتاب معروفون خصوصا في لبنان ومصر