سِفْرُ التَّوسُّلِ/للشاعر المصري محمود حسن

لصحيفة آفاق حرة:
_______________

فيضُ من النَّهرِ أمْ مـاءٌ على الجبلِ
لا عاصمَ اليومَ من حرْفيْنِ فى الجُملِ

لا ثورةُ البحـرِ فى عيْنـيْكِ تأْخُذُني
ولا يـــداكِ هُــمَا أو رَجْفَـــةُ القُــبَــلِ

هــذا نَبــــِيٌّ مـــن القـــلْبــَيْنِ أرْسَـلَـــهُ
سفـرُ التَّوسُّــلِ فى الألــواحِ والـــنُّزُلِ

هـــذى نُبـــــوءةُ قلـــبٍ لا أكذِّبُــــــــهُ
هُزِّي إليــكِ جـــذوعَ الوَجْدِ واكْتَمِلِي

أقسمتُ مـا عَـــــبَرَتْ أنْثَى بِذَاكِرَتِي
وأنتِ وحدكِ حرفُ اللهِ فى الأجلِ

أو ربَّمــــا نَفَـــثَتْ نَفّـــــَاثةٌ قـــــــرَأَتْ
خـطوطَ كـفِّي عـلى علمٍ من الدَّجَلِ

يا أنتِ يا امـرأةً لا شيءَ يُـشْبِهـُهـَا
آللهُ .. أودعكِ الأسـماءَ فى الأَزَلِ

أم أنكِ الغيبُ فى لوحٍ سيـــسْـتُرُهُ
منْ يسْتَمِعْ فَشِهابٌ إثــرَ مُتَّصِــلِ

إنِّى اتَّكأْتُ على رُكْني ومِسْبَــحتِي
فلْتَغْسِلي غُرَّتِي من طُهْرِ مُغْتَسَلِ

أنـا بلا خطأٍ فى الحــبِّ يُخْــجِــلُنِي
وما عبـــثت كمــا العــشَّـــاقُ بالحِيـَلِ

بكـــرٌ أنــا رئـــتي قــلــبي وقافـــــيَـــتِي
إنِّى ادَّخَرْتُ أنا (حوَّشْتُ) فى أجلي

حتَّى إذا ظهرتْ رُؤْيــــاكِ فى خَلَدي
تَفَــــجَّـــرَ المـــاءُ مَكْــــيَّا من الجــبلِ

زُمّــِي بِكَفَّـيْكِ أوجـــاعـاً ستَـنْزِفُــنِي
فمــــاءُ هـاجـرَ دمـعٌ سحَّ من مُـقَــلي

كمْ ألفِ مليونَ قد حجُّوا على وجعي
كمْ همْ وكمْ شربوا من دمْـعيَ البَـطَـلِ

فالنـومُ فى ســحرِ الأسحـارِ مُنْــتـَبِــهُ
والفـجـرُ لـكَّأ َلا يــأتي عـلى عـجــلِ

واللــوحُ يكتــــبُ عِــلــيُّـــونَ واقْــــتَرَبُــوا
لا ذنبَ سجَّــلهُ جـــبريــــلُ فـــــابْتــهِــلِي

مــا ذنبُ قــافيــةٍ أنْ قـــالَ شـــاعِــرُهَا
والرُّوحُ تبحثُ فى الأرواحِ عن مَثَلِ

خَــرَّتْ مــلائكــةُ القَـلْبـينِ سَــاجِدةً
تبــكي وتشـفـعُ للـعـَبْدَينِ والـرُّسُـــلِ

حتَّى توضَّأتُ من عينيكِ مُسْبِغَةً
عَــلَّــمْتِنِي لـغـةَ الأشـواق ِبالخَجَلِ

وَثِقْتُ فى قَدري لا حُزْنَ يغْلِبُني
ونِمْتُ من كسـلٍ فى ثوبِ متِّكِلِ

وكانَ فى عيْنِيَ النَّـوْمُ المُـحالُ فمـا
إلَّا عـلى قـلقِ الأوجاعِ والـعِـلـَلِ

إنِّى امْتلكتُكِ روحاً لا أجسِّـدها
مهما يتــوقُ عـناقُ الوردِ لمْ تـزَلِي
إنى أسيــــرُكِ لا فَـــدوٌ ولا بَـــدَلٌ
أنا الطَّليقُ بساحِ الأسرِ فاعتقلي

جُدرانُ سجنكِ من خُبزٍ ومن لبَنٍ
سـلوى بمائـدةٍ من دعـوة الرُّسٌـلِ

هِــيــئِي لبــعثٍ فـــــلا مـوتٌ يُـفَـرِّقُـنــا
فِى الحبِّ لا موتَ تبقى الرُّوحُ للأزلِ

إنَّى التـَجَأْتُ إلـيكِ الآنَ مـن وجــعي
مُدِّي يديكِ وخِيطي الجُرْحَ وانْدَمِلي

جــرْحِي وإبْرَتُــكِ الملْــساءُ مُــعْــجِــزَةٌ
تَخــِيـطُ لحمــاً عـلى عَــظْمٍ لـِمُـحْـتَـمَـــلِ

صِـدِّيقةٌ رَتَــقَتْ مـا كـانَ مـن وجـعٍ
قــدْ دوَّنتْ عجــباً فى عُشْـــبَةِ الأمــلِ

ذاتي وذاتُكِ ضـــوءٌ قلبُ سُــــنْبُلةٍ
تنمـو بِيـــابِسـةٍ من دمـــعِ مُـبْــتـــَهِلِ

لو ضاقَ صَدرُكِ يا رُؤْيايَ من غضبي
طُوفِي بقَافِيَتِي سبْعاً على مَهَلِ

إنِّى تَجاوَزْتُ كالأطفالِ فى نَزَقي
عفوا فلا تَغْضَبي منْ طفْلِكِ الرَّجُلِ
__________
مصر

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!