كانَ حُبُّنا أشبهَ بأن يُحبَّ خَيلُ الأرض الأصيل غيمةُ السّماء الرّقيقة …
كنتُ أنا خيلاً أدهماً أصيلاً ، وأنتِ أرقُّ عطايا الربّ ..
كنتُ أحبّكِ بكلِّ رقّتكِ ونعومة حضوركِ ، وبكل كثافة مشاعرُكِ وعواصفَ مزاجُكِ .
وأنتِ كُنتِ تُحبينني باندفاعي وشموخي ، فتُهدِّئينَ من نوباتِ غَضبي وجموحي … ومع الوقت ألبسني حُبُّكِ لِجاماً وسِراجاً ، وكنتِ أنتِ خيالتي الرّقيقة !!
كانَ حُبّكِ يجعلني أركضُ في ساحاتِ الفرحِ ، فاقطعُها من شَرقِها لغربِها
ما إنّ ألمحُ وجهَكِ يطلُّ عليَّ ..
لكنهُ لم يُعلمني يوماً أن أقفزَ فوقَ حواجزِ النسيان إن غابَ وجهُكِ عني …
شيّدتِ بينَ وجهي ووجهُكِ عوائقٌ مُرتفعةٌ للغياب ، كانَ خيلُ حُبّي في كل مرةٍ يحاول تجاوزها .. فيرتطمُ بأشواكِ الجفاء ، تكرارَ السّعي وراءَ طيفُكِ خلّفَ كسوراً في ساقيّ الخيل ، وكسورُ الخيل ، لا تُشفى ولا تُجبر يا جميلتي ..!