الطَّيّبون
——
يَتَساقَطونَ عن الحياةِ
ثِمارا
ويُغادِرونَ بلا رجوعِ
الدّارا
الطّيِبونَ
الماسِحونَ دُموعَنا
الهاطِلون بِجَدْبِنا
أمْطارا
التّارِكونَ على مَشارِفِ عُمْرِنا
أصواتَهم
والشّوقَ
والتَّذكارا
مِنْ أيّ بابٍ
نَتَّقي حُزْناً
أطَلَّ على القلوبِ
وغَلَّفَ الأبْصارا
وبأيِّ ثَوبٍ لِلحِدادِ
نَزُفّهم
ودُموعُنا تَجْري لَهُم
أنْهارا
يَتَساقَطونَ عن الحياةِ
ونَحنُ مِنْ حُزْنٍ
إلى حُزْنٍ
نَمُرُّ حَيارى
نَشْتاقُهُم
قِصَصاً تُهَدهِدُ لَيْلَنا
وتُعيدُنا بينَ البُيوتِ
صِغارا
نَشْتاقُهم
دِفءَ الصَّباحاتِ التي
مُذْ غادَروا
صارَتْ تُطِلُّ قِفارا
أخَذوا نَهاراتِ الصَّفاءِ
وغادَروا
نَحْوَ الغِيابِ
وأقْفَلوا الأعْمارا
نادَيتُهُمْ :
يا طيّبونَ تَمَهّلوا
لا تَزْرَعوا أوْجاعَنا
أشْجَارا
لا تَتْركوا الأبْوابَ
تَطرُقُ لَيْلَنا
شَوقاً
ويَطْحَنُنا الحَنينُ نَهارا
نحنُ الذينَ
على شَفا كَلِماتِنا
نتْلوا تراتيلَ الجَفافِ
جهارا
الطَّيبونَ
ومَنْ يُعيدُ وضوءَهُم
حتى نُصَلّي شَوقَنا
اسْتِغفارا
ونَرُدَّ للبُستانِ
طَعمَ مَساءِهِ
ونُعيدَ في ضِحكاتِنا
“الخِتْيارا”