على قيد الحياة
عام على بدء الحكاية، وربما أقل أو أكثر، فنحن عزيزي لانعرف تمامًا متى وضعنا القدر في دائرة واحدة إلا أني أشعر به زمناً طويلاً.
شهر فقط سمحت فيه لقلبي من الاقتراب منك بعد عام من الانبهار بكل تفاصيلك، ثلاثون يوماً استقروا في شغاف قلبي و عانقوه بالسعادة و الحب .
ليتني اقتربت منك قبل هذا، لو أن القدر أكمل معروفه معي وجمعني بك هنا في حدود تلك البلد قبل غيابك،
لكان هناك فرصة لعناق عينيك، و التعلق بهما أكثر، ولوجهي فرصة الاختباء بين ذراعيك للانهاية من الوقت .
لكنّ الشوق أراد أن يكون سيد المكان و اللحظات !.
قبلك لم تسمى الأيام حياةً، وماكنت على قيدها أعيش
روتين ساذج، تمضي الساعات مخلّفة وراءها أكوام ضجر و وحدة .
كتاباتي لم تكن سوى حروف مرتبة بشكل يثير غضبي، لا روح فيها و لا نور .
الصباحات عادية جداً، كما الليالي أيضاً، وحتى تلك الشمعة التي حاولت مراراً أن تبهج أعماقي وتحدّثني كنت أكرهها .
أما بعدك ياسيد الحضور، كل شيء تغيّر وكأني نمتُ أعوامًا واستيقظت لأجد ذاتي في كوكبٍ آخر، لايشبه ما كنت عليه البتة !.
تفوح رائحة الياسمين من كلّ مكان، عصفور يغرد في صباح كل يوم على نافذتي، وكأنه يعلن شارة العشق و الحياة .
نعم الحياة ! ها أنا صرت على قيدها أخيراً، أحسُّ بها تلامس روحي .
شمعتي ترمقني بنظرة خبيثة أعرفها جيداً، تراك من خلالي وتشعر بك من ملامح وجهي وتفاصيل عينيّ .
أتأمل فنجان القهوة، لم يعد هناك داعٍ له
أنت تجعلني أصحو بمزاجٍ عالٍ جدًّا من الفرح .
هاهو قلمي ينبض، حروفي هائمة، كتاباتي استثنائيّة عما سبق، لم تعد كلماتي عشوائية صارت منظمة وفق سياق يليق بك ملاكي، فهي تبوح بك و باستقرارك داخل فؤادي .
حروف من الهوى نُسجت، ومن تفاصيل وجهك استمدت النور .
معك لا شيء يشبه الماضي
نجاحي غدًا ساطعاً متباهياً بأنك سرّه الخفي .
اللَّيل عنوانه الوحيد، تأمل صورتك و الغرق في عينيك .
إلى اللانهاية أريد البقاء معك، إلى عالم السعادة و الطمأنينة نمضي، لا أحد سوانا أنا و أنت و طفلنا الأوحد “الحب”.