الآنَ ينتحرُ الضّبابُ وينجلي
قومي -فديتُكِ- من رمادِكِ وارفلي
مذ روَّجَت عيناكِ للبحرِ الشَّهِيّ
غَدَا مدارًا للجنونِ الأعقلِ
أصداؤكِ العذراءُ صاغت موجَهُ
وتردَّدَت في كلِّ فجرٍ مُقبلِ
لم يحرقوكِ .. وإنَّما .. أضفت على
آثارِكِ النيرانُ لونَ السُّنبلِ
“لا تحرقي إرثَ الهديلِ .. تمهَّلي! ..”
للنّارِ أوحت غيمةٌ بتوسُّلِ
ما زلتُ ألمسُ صوتَكِ المبحوحَ في
الغرفِ القديمةِ حينَ أدخلُ منزلي
ما زالَ يقفزُ نحوَ حضنيَ شاكيًا
فأضمُّهُ ضَمَّ الخيالِ المخملي
ودخانُكِ الولهانُ قربَ نوافذي
عطرٌ برائحةِ العناقِ الأوَّلِ
دفنوا المفارقَ .. هل تناسوا أنّ في
جُعبِ المُريدِ وسائلٌ لا تمتلي؟!