راقصني هنا وهناك ، على أرصفة مدينتي البالية ، على غيمة عابرة ، على شاطئ البحر ، على طلة الجبل ، حيث لا أحد هناك ، أو في طريق في ضفتيه أشجار لا تنتهي ، وحمام لا يركد أبدا ، يداعب وجنتاي تارة ويقف على كتفك تارة أخرى ، يريح باله على كتفك ، كما أفعل دوما ..
دعني أخلع حذائي المرتفع عن الأرض قليلا ، فإني لا أحتاجه ، أنا ومعك أحلق بلا أجنحة ، فالح كفيل بهذا
أرقص التانجو ، وكذلك أنت ، بت تتقنها ولي الأسبقية بذلك ، صراخي حينما كنت أحذرك بألا تدع قدماك تضرب بقدمي ، حينما تمسك يدي ، حينما و حينما ….
ما عدت أهوى الرقص ، وما عدت أدرك نفسي ، ما عادت يداي تهوى التقبيل ، وما عادت قدماي تتقن ما كانت تفعل …
اليوم بداية الربيع في عيني ، في تورد الورد على خدي ، في اشراق الشمس بابتسامتي ، في فوحان رائحة الزهر من عنقي ، في غناء الحسون في صوتي ،
ما بالك الآن أتقبل خريفي الدائم ..؟!
دعني أنتظر أول نيسان علك تأتي بهيئة كذبة ، أو ربما أنتظر الخريف ، أو أن أنتظر ديسمبر محملا بغائبي الأحب ، أو علي ان أنتظر ربيع العام القادم ، انتظر قميص يوسف محملا بريحه بعد سنين القحط ، أو ربما تكون تأويل رؤيا بعد أربعين عام ، لا ادري الى متى أنتظر !!
لا تصدق هذا ربما يأتي الغد بنص أبدي فيه أني شفيت وما عدت أنتظر الدواء ، أو أن أتأقلم مع دائي ولا أعود أنتظرك !
-إني أنتظرك …