رؤية نقدية في ديوان الشاعر علي خميس رحماني( وجهتي ووجهتها)
اتفق كثير من المهتمين في الشان الادبي على قدرة الشاعر ابن زيدون في توضيف المفردات بشكلها الشائع لخلق حالة شعرية جديدة بل تضمنت تلك الامكانية في القدرة على جمع المفردات المتناقضة وادخالها في نسق جمالي جديد وذات دلالات في المعنى ففي قصيدتة النونية اصطفت المفردات المتناقضة من تنائي وتداني واللقيا والتجافي ليخلق منها شكلاً ذات دلالة لغوية وجمالية كبيرة
( اضحى التنائي بديلاًعن تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا)
فاستخدام اللغة جمالياً ودلالياً احدى السمات الاساسية للشعرية اذا ما علمنا ان الشعرية ما يمتلكة النص من خصائص لغوية تمنحة الهوية من جهة وتفردة عن نصوص اخرى من جهه اخرى…
وللشاعر علي خميس رحماني كما في ديوانة الشعري ( وجهتي ووجهتها) قدرة على اللعب مع المفردات بشكل واعٍ في حالات الاستعارة والتقديم والتاخير والتكرار والحذف والاخفاء والاظهاروغيرها تلك القدرة منحته اسلوباًوبنية مختلفة مضافاً اليها السردية المكثفة في نصوصة الشعرية والتي هي مكون اساسي من مكونات من مكونات البنية الشعرية بانزياحات شعرية جميلة وهو يلتقط مفرداتة من الحياة السائدة حتى يدخل احياناً في دائرة السهل الممتع..
ففي قصيدته ( ثانية… انقضى…انتظاري) يقول
عقرب الساعة..
يقطع صمت الليل..
كانين العجلات الخربة..
عقرب الخوف..
يلدغ غيث الروح..
من غمراتها الملتهبة
ثمة عقربان..
وثمة صولجان ..
وثمة وهج
ولهاث
وبرهان..
وفي قصيدته( ( استيعاب لهاث الوقت) يقول..
اتفق الشارع والمقبرة الثكلى ..
على جمع الموتى..
تجميع الاموات الاحياء..
وتطويع الاحياء الموتى..
……
للوقت هدوء القلب..
وللقلب جنوح الوقت..
حرائق كل الرغبات القلقة..
….
اختلف العصفور مع الشجرة..
واختلف العش مع الثمرة
واختلفت كل الاوراق..
اختلقت اعذاراً لتغني..
وللشاعر علي رحماني مزيداًمن الصور الشعرية المتصاعدة والمتدفقة بوعي كبير وفي نفس الوقت له القدرة في مسك بعض الجزيئات الصغيرة والتوقف معها واعادة تشكيلها بعذوبة عالية وهي تتدفق بالدف الذي يحسه القاريء وتبقى عالقة في وجدانه
وفي قصيدة( رصيف المتنبي) يقول..
سيدة الشارع المتنبي ..
سيدة الشعر والانبهار الجميل..
سيدة المدن والمكتبات..
والحوار الثقيل..
سيدة الانتظار الطويل
سيدتي…
وعلى قدر الدفء في المفردات نجد الشاعر علي رحماني في بعض زوايا مفرداته مشاكساً مع القاريء غير طيعاً يصطاد مفرداتة كما يصطاد السمك ويعود مرة اخرى لالفته وصفاءه
ففي قصيدة ( مسامير اللعنة) يقول..
في زمن الفتنة..
انصحك النوم..
نم في وجهك..
واصحو من صمتك..
واهرب من قلبك..
وتبسم للضيم
واغسل دائرة اللوم..
اغمض عينيك عن الصخب
واعرض صمتك للصحب
نم في رفضك….
في فرضك…
في لفظك…
فالنوم عبادة..
حين يصير الكذب شهادة..
فخبرة الشاعر وتراكيبه اللغوية والمهارات التي يملكها اكدت ان شاعرنا علي رحماني هو ابن الساحة الادبية ومن المتميزين فيها فهو متميز في بوحه وفي صراخه واقفاً ضد عاصفة الضيم والضجيج….