لصحيفة آفاق حرة:
______________
قراءتي في فعالية القاص المتميز/ زيد عبد الباري سفيان
في نادي القصة ( إلمقه) صنعاء
بقلم/ علي أحمد عبده قاسم
قراءتي في فعالية القاص المتميز/ زيد عبد الباري سفيان
في نادي القصة ( إلمقه) صنعاء
احتفاء وتوقيعا لأعماله القصصية المتميزة في القصة القصيرة جدا والتي تعد إضافة نوعية للمكتبة السردية اليمنية وتمثلت بالمجموعتين” مثقال قبلة، وطاعن في الضوء”
يعد القاص من أبرز القاصين في الساحة اليمنية وكان لي شرف الالتقاء به واقعيا هذا اليوم في فعالية متميزة تنوعت فيها القراءات وأسهمت بقراءة سريعة لم تكتمل بعد وهي التالي:
وأنا أقرأ مقدمة مجموعة القاص/ زيد عبد الباري سفيان ” مثقال قبلة”
راقت لي عبارة مقدمة الناقد الاستاذ الدكتور / يوسف حطيني والذي يعد أحد أعلام القصة القصيرة جدا في الوطن العربي وأحد روادها حيث قال” عندما تنتهي من قراءة مجموعة الأستاذ زيد عبد الباري سفيان ينتابك إحساس بهيج أن القصة القصيرة ماتزال بخير، وأن المجارز اللغوية والأسلوبية ولحكائية في التي ترتكب باسمها في شبكات التواصل الإجتماعي والمنشورات الورقية ليست إلا عوارض سينبذها الدهر ليمكث في الأرض ماينفع الناس”
وتلك العبارات تعد شهادة كبيرة في حق القاص من أحد روادها الكبار وهي شهادة له ولأمثاله من القاصين في اليمن والوطن العربي .
وبذلك قلل بل ونسف بعض الأداء في شبكات التواصل الإجتماعي من حيث التسمية باسم ” الققج” وتنظيم بعض المسابقات غير الجادة والنشر الصخفي والورقي باسم ” ققج'” وهذا لايشمل كل ماتأتي به وسائل التواصل الإجتماعي فقد ساهمت تلك الوسائل في انتشار هذا الجنس وساهمت في تعلم الكثير وأعطت الكثير من الجهد ليترسخ هذا الفن
ولكن أظن الناقد الكبير انتقد الجهل بالفنيات فقد ذكر اللغة والأسلوب وذكر الحكائية ليشير للجهل أو إغفال الفنيات.
و السؤال الذي لم شهد للأستاذ زيد سفيان؟ هل التزم بذلك؟
والتقانات والأركان؟
وماهو الأسلوب المتبع والفني في كتابة ” الققج” ؟
ولكي نصل للإجابة نستعرض بعض خصائص الققج من حيث المكونات
أولامكونات الققج:
تتكون القصة القصيرة جدا من بداية ووسط ونهاية
وهي نص قصير مكثف يمتاز بالقصر والمفارقة والنهاية المدهشة مع الأخذ بالإعتبار بالاضمار والحذف والإرباك والتلغيز والتنكير
باستخدام الجمل القصيرة المتتابعة سواء كانت فعلية أو غيرها أو مايسمى بالجملة السردية
فهل تحقق ذلك في مجموعة زيد سفيان.؟
فلو تأملنا نص” تلك هي” والذي نصه .
” على حدبة جمل أخرق، يروم طي المسافات ؛ غارت عيون المارة في الذهول يسألونه عن وجهته ..
يد تتشبث بالسنام ؛ والأخري تشير إلى الجهات الأربع” ص 16
وبالنظر للنص يلحظ المتلقي مكونات وعناصر ه
فالبدايةهي ” على حدبة جمل أخرق.”
– الوسط هي ” غارت عيون المارة بذهول يسألونه عن وجهته
– لتأتي النهاية مشهدية ” يد تشبث بالسنام.. والأخرى تشير للجهات الاربع”
ومن ذلك فالنص
– التزم بمكونات الققج من حيث البداية والوسط والنهاية .
– استخدم الجمل السردية بداية في ” شبه الجملة” على حدبة جمل أخرق ليتابع ذلك بجمل فعلية بنهاية صادمة
– النص تميز بالخصائص الفنية من التكثيف والقصر والاختزال والإضمار والحذف فنحن لاندري أي جمل أخرق تائه غير محدد الوجهة فهناك إرباك وتلغيز وترميز. وهو ترميز وتلميح لقضية قد نحياها ونعيشها خاصة والعنوان يكشفها” تلك هي”
ثانيا العنونة :
العنونة: يجب أن يهتم القاص بالعنونة الداخلية والخارجية للأسباب التالية:
– فالعنوان هو تلك العلامة الإشهارية لذيوع النص أو كساده فمن العنوان يتفاعل المتلقي مع النص والمنجز ويتشابك مع دلالالته ورسالته ويحاول الوصول لسبر أغواره .
– يعد العنوان اللقاء الأول بالنص ومن خلال ذلك يتم جذب القارئ او النفور من المنتج برمته.
لذلك اشتملت المجموعة على مائة وخمسة وثلاثين نصا لاتجد بين هذا الكم عنوانا مشكوفا أو جاء كلمة من النص لذلك يجب
أو أن تجد تكرارا في الفكرة فيحب أن يكون عنوان نص الققج متميزا بالتالي:
– الإثارة والحذب
– ألا يكون فاضحا
– أن يكون ملغزا يسائل المتلقي
– أن يتمم رسالة النص ومضمونه بوصفه نصا موازيا بحيث منسجما مع الدلالات ومتوائم مع آفاق التأويل
فمن حيث العنوتة الخارجية
جاء جاء العنوان نكرة ” مثقال قبلة”
وكأنه يقول” هذه المجموعة مثقال قبلة” فهي خبر لمبتذا محذوف والعنوان جاء جملة اسمية دلت على ثبات المقدار وتغيره معا فالمثقال ثابت كوزن ومقدار وهو يعادل رمزيا ححم القصة القصيرة جدا المتميزة بالقصر ومتغير كرسالة ومضمون من حيث التأويل والتفسير والتلقي النقدي خاصة وقد جاءت معاني ‘” مثقال” في المعجم بالمعاني التالية:
– المثقال : ” يساوي الدرهم وثلاثة أسباع الدرهم والجمع مثاقيل ‘ وهذا كوزن ومقدار لكن من حيث المعاني المجازية يقال ألقي بمثاقيله: ” أي تكاليفه وهمومه” والتكاليف والهموم تساوي دلالات النص المكثف المتعدد التأويل وهو عنوان تناصي من الآية في سورة الزلزلة ” ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره’
وبذلك يعد العنوان معادلا رمزيا للنص من حيث المقدار المكثف والقصر ويعد معادلا رمزيا للمضمون من حيث تعدد التأويل واتساع الآفاق حين جاء في المعجم” ألقى بمثاقيله: تكاليفه وهمومه”
فكان العنوان محترفا بشكل مدهش وملفت. وحين أضاف القبلة وهي البوس واللثم .
والقبلة هي: ” وضع الشفتين في جسد شخص ما تعبيرا عن احترام وحب وحنان”
فالمثقال والقبلة معادلان رمزيان للنص ومضمونه وأثرذلك في أعماق المتلقي فلايخفى على أحد ماللقبلة من أثر في النفس وهناك بعض القبلات لاتنسى سواء في المشاعر أوالمحبة والعواطف والحب والبر والطاعة.
أما تأملنا العنونة الداخلية فلم أر نصا مفضوحا او مكشوفا أو جزءا من النص وتعددت العنونة مابين الرمزية والشاعرية والمفتوحة وكلها جاءت لتمم رسالة بوصفها نصوصا موازية وسآخذ مثالين من المجموعة
1- نص” حافة الروح”
نعلم أن الحافة هي ” الناحية أو الجانب أو الطرف المؤدي للهاية والسقوط.
والحافة هي : ” الوضع المتزعزع والمضطرب”
وبذلك فالعنوان محترف وعميق وكأنه يقول بلغت الروح مرحلة مؤسفة بوضع مزعزع وغير مستقر ومازالت تحيا بالأمل برغم اليأسة خاصة والنص يقول : ” غفت المدينة سهوا فلا صياح يوقظ الفجر ، تقضم القرقرة سماءها…
وفي القن ديك يتمنى لو أنه مات وهو يؤذن” ص28
ويلحظ المتلقي قدرة القاص على رسم الصورة فقد استطاع أن يلفت المتلقي كلمح البصر
فلم يكرر ولم يحش ولم يزد جملة بينما التلميح كبير يدركه القارئ من خلال دلالات النص.
2-
أما النص الثاني هو” رحلة”
والرحلة هي ” الانتقال من مكان لآخر لهدف ما أو هي ” ترك موضع الإقامة لموضع آخر”
وقد تكون رحلة روحية ينتقل فيها والفكر والروح عبر الزمان وخلق أمكنة وأزمنة بديلة بالخيال.
و جاء في النص مايدل على ذلك الرحلة الفكرية والروحية
” طاشت يده في المحبرة، استنزفت الروح خطاطات شتى
جمعها حين اختمرت رؤاه لم تشكل سوى نقطة… رقشها في ختام الوجع واستأنف السير من أول السطر” ص135
وكأن الرحلة موجعة تساوي معاناة سيزيف .
ثانيا المعايير والسمات
ولأن القصة القصيرة جدا لها معايير وسمات فلابد أن يتوفر في القصة القصيرة جدا
1- قصر الحجم ” المعيار الكمي”
من الضرورة بمكان أن تتميز القصة القصيرة جدا بقصر الححم مع الأخذ بالسردية وهو ماتحدث عنه بلفظ ” الحكائية”
فالنص القصير جدا بلا زيادات بلا ترهل وإنما جميع الجمل محملة بحمولات دلالية بلا توضيح وذلك مميزات متن النص مع استخدام علامات الترقيم بإتقان
أما السردية فهي تصاعد للحبكة مع الأخذ بالزمن والمكان اللذان يعززان اللحظة والشخوص والحوار وكل عناصر القص
وإذا تأملنا نص” تحكيم”
والذي يقول” بعد إصرار الصياد وتمنع الغزالة؛ اتفقا على منطقة وسطى؛ وأن يسند الأمر لطرف ثالث، ولمانقاربا بادرت بالوساطة بندقية” ص130
وماسبق يلحظ الحجم بلا زيادات ودون أن يستطيع القارئ أن يحذف كلمة فالنص لايتعدى خمس جمل على الرغم من ااسخرية من الحوار والتفاوض فالنص يحكي قضية زيف الحوار أيا كان حين يخلو من الحكمة
أمااالسردية تلاحظ من خلال تصاعد الحبكة
– ” إصرار الصياد’ تمنع الغزالة ” يعد هذه بداية وصراع
– الإتفاق” اتفقا على منطقة وسطى، يسند الامر”
وهنا وسط وتأزم ونهاية للصراع “تقاربا”
– تأزم أكثر في ”
“بادرت بالوساطة بندقية” كانت النهاية الصادمة والساخرة.
يلحظ القارئ الزمن والمكان والحوار والشخوص والبداية والوسط والنهاية
وبذلك التزمت المجموعة بالمعيار السردي والفني ولم تكن مجموعة يدب فيها الضعف بل كانت قوية لحد بعيد بل متميزة.
رابعا أهم السمات الفنية : أظن أن أهم السمات التي يجب أن تتوفر عند كتابة القصيرة جدا
إلي جانب ماتم ذكره من حذف وإضمار وتلميح وتتاص ويجب أن تكون ملاحظة في النص بوضوح
– المفارقة :
النهاية الصادمة ( القفلة ):
خامسا النتائج:
علي أحمد عبده قاسم. اليمن.
قراءتي في فعالية القاص المتميز/ زيد عبد الباري سفيان
في نادي القصة ( إلمقه) صنعاء
احتفاء وتوقيعا لأعماله القصصية المتميزة في القصة القصيرة جدا والتي تعد إضافة نوعية للمكتبة السردية اليمنية وتمثلت بالمجموعتين” مثقال قبلة، وطاعن في الضوء”
يعد القاص من أبرز القاصين في الساحة اليمنية وكان لي شرف الالتقاء به واقعيا هذا اليوم في فعالية متميزة تنوعت فيها القراءات وأسهمت بقراءة سريعة لم تكتمل بعد وهي التالي:
وأنا أقرأ مقدمة مجموعة القاص/ زيد عبد الباري سفيان ” مثقال قبلة”
راقت لي عبارة مقدمة الناقد الاستاذ الدكتور / يوسف حطيني والذي يعد أحد أعلام القصة القصيرة جدا في الوطن العربي وأحد روادها حيث قال” عندما تنتهي من قراءة مجموعة الأستاذ زيد عبد الباري سفيان ينتابك إحساس بهيج أن القصة القصيرة ماتزال بخير، وأن المجارز اللغوية والأسلوبية ولحكائية في التي ترتكب باسمها في شبكات التواصل الإجتماعي والمنشورات الورقية ليست إلا عوارض سينبذها الدهر ليمكث في الأرض ماينفع الناس”
وتلك العبارات تعد شهادة كبيرة في حق القاص من أحد روادها الكبار وهي شهادة له ولأمثاله من القاصين في اليمن والوطن العربي .
وبذلك قلل بل ونسف بعض الأداء في شبكات التواصل الإجتماعي من حيث التسمية باسم ” الققج” وتنظيم بعض المسابقات غير الجادة والنشر الصخفي والورقي باسم ” ققج'” وهذا لايشمل كل ماتأتي به وسائل التواصل الإجتماعي فقد ساهمت تلك الوسائل في انتشار هذا الجنس وساهمت في تعلم الكثير وأعطت الكثير من الجهد ليترسخ هذا الفن
ولكن أظن الناقد الكبير انتقد الجهل بالفنيات فقد ذكر اللغة والأسلوب وذكر الحكائية ليشير للجهل أو إغفال الفنيات.
و السؤال الذي لم شهد للأستاذ زيد سفيان؟ هل التزم بذلك؟
والتقانات والأركان؟
وماهو الأسلوب المتبع والفني في كتابة ” الققج” ؟
ولكي نصل للإجابة نستعرض بعض خصائص الققج من حيث المكونات
أولامكونات الققج:
تتكون القصة القصيرة جدا من بداية ووسط ونهاية
وهي نص قصير مكثف يمتاز بالقصر والمفارقة والنهاية المدهشة مع الأخذ بالإعتبار بالاضمار والحذف والإرباك والتلغيز والتنكير
باستخدام الجمل القصيرة المتتابعة سواء كانت فعلية أو غيرها أو مايسمى بالجملة السردية
فهل تحقق ذلك في مجموعة زيد سفيان.؟
فلو تأملنا نص” تلك هي” والذي نصه .
” على حدبة جمل أخرق، يروم طي المسافات ؛ غارت عيون المارة في الذهول يسألونه عن وجهته ..
يد تتشبث بالسنام ؛ والأخري تشير إلى الجهات الأربع” ص 16
وبالنظر للنص يلحظ المتلقي مكونات وعناصر ه
فالبدايةهي ” على حدبة جمل أخرق.”
– الوسط هي ” غارت عيون المارة بذهول يسألونه عن وجهته
– لتأتي النهاية مشهدية ” يد تشبث بالسنام.. والأخرى تشير للجهات الاربع”
ومن ذلك فالنص
– التزم بمكونات الققج من حيث البداية والوسط والنهاية .
– استخدم الجمل السردية بداية في ” شبه الجملة” على حدبة جمل أخرق ليتابع ذلك بجمل فعلية بنهاية صادمة
– النص تميز بالخصائص الفنية من التكثيف والقصر والاختزال والإضمار والحذف فنحن لاندري أي جمل أخرق تائه غير محدد الوجهة فهناك إرباك وتلغيز وترميز. وهو ترميز وتلميح لقضية قد نحياها ونعيشها خاصة والعنوان يكشفها” تلك هي”
ثانيا العنونة :
العنونة: يجب أن يهتم القاص بالعنونة الداخلية والخارجية للأسباب التالية:
– فالعنوان هو تلك العلامة الإشهارية لذيوع النص أو كساده فمن العنوان يتفاعل المتلقي مع النص والمنجز ويتشابك مع دلالالته ورسالته ويحاول الوصول لسبر أغواره .
– يعد العنوان اللقاء الأول بالنص ومن خلال ذلك يتم جذب القارئ او النفور من المنتج برمته.
لذلك اشتملت المجموعة على مائة وخمسة وثلاثين نصا لاتجد بين هذا الكم عنوانا مشكوفا أو جاء كلمة من النص لذلك يجب
أو أن تجد تكرارا في الفكرة فيحب أن يكون عنوان نص الققج متميزا بالتالي:
– الإثارة والحذب
– ألا يكون فاضحا
– أن يكون ملغزا يسائل المتلقي
– أن يتمم رسالة النص ومضمونه بوصفه نصا موازيا بحيث منسجما مع الدلالات ومتوائم مع آفاق التأويل
فمن حيث العنوتة الخارجية
جاء جاء العنوان نكرة ” مثقال قبلة”
وكأنه يقول” هذه المجموعة مثقال قبلة” فهي خبر لمبتذا محذوف والعنوان جاء جملة اسمية دلت على ثبات المقدار وتغيره معا فالمثقال ثابت كوزن ومقدار وهو يعادل رمزيا ححم القصة القصيرة جدا المتميزة بالقصر ومتغير كرسالة ومضمون من حيث التأويل والتفسير والتلقي النقدي خاصة وقد جاءت معاني ‘” مثقال” في المعجم بالمعاني التالية:
– المثقال : ” يساوي الدرهم وثلاثة أسباع الدرهم والجمع مثاقيل ‘ وهذا كوزن ومقدار لكن من حيث المعاني المجازية يقال ألقي بمثاقيله: ” أي تكاليفه وهمومه” والتكاليف والهموم تساوي دلالات النص المكثف المتعدد التأويل وهو عنوان تناصي من الآية في سورة الزلزلة ” ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره’
وبذلك يعد العنوان معادلا رمزيا للنص من حيث المقدار المكثف والقصر ويعد معادلا رمزيا للمضمون من حيث تعدد التأويل واتساع الآفاق حين جاء في المعجم” ألقى بمثاقيله: تكاليفه وهمومه”
فكان العنوان محترفا بشكل مدهش وملفت. وحين أضاف القبلة وهي البوس واللثم .
والقبلة هي: ” وضع الشفتين في جسد شخص ما تعبيرا عن احترام وحب وحنان”
فالمثقال والقبلة معادلان رمزيان للنص ومضمونه وأثرذلك في أعماق المتلقي فلايخفى على أحد ماللقبلة من أثر في النفس وهناك بعض القبلات لاتنسى سواء في المشاعر أوالمحبة والعواطف والحب والبر والطاعة.
أما تأملنا العنونة الداخلية فلم أر نصا مفضوحا او مكشوفا أو جزءا من النص وتعددت العنونة مابين الرمزية والشاعرية والمفتوحة وكلها جاءت لتمم رسالة بوصفها نصوصا موازية وسآخذ مثالين من المجموعة
1- نص” حافة الروح”
نعلم أن الحافة هي ” الناحية أو الجانب أو الطرف المؤدي للهاية والسقوط.
والحافة هي : ” الوضع المتزعزع والمضطرب”
وبذلك فالعنوان محترف وعميق وكأنه يقول بلغت الروح مرحلة مؤسفة بوضع مزعزع وغير مستقر ومازالت تحيا بالأمل برغم اليأسة خاصة والنص يقول : ” غفت المدينة سهوا فلا صياح يوقظ الفجر ، تقضم القرقرة سماءها…
وفي القن ديك يتمنى لو أنه مات وهو يؤذن” ص28
ويلحظ المتلقي قدرة القاص على رسم الصورة فقد استطاع أن يلفت المتلقي كلمح البصر
فلم يكرر ولم يحش ولم يزد جملة بينما التلميح كبير يدركه القارئ من خلال دلالات النص.
2-
أما النص الثاني هو” رحلة”
والرحلة هي ” الانتقال من مكان لآخر لهدف ما أو هي ” ترك موضع الإقامة لموضع آخر”
وقد تكون رحلة روحية ينتقل فيها والفكر والروح عبر الزمان وخلق أمكنة وأزمنة بديلة بالخيال.
و جاء في النص مايدل على ذلك الرحلة الفكرية والروحية
” طاشت يده في المحبرة، استنزفت الروح خطاطات شتى
جمعها حين اختمرت رؤاه لم تشكل سوى نقطة… رقشها في ختام الوجع واستأنف السير من أول السطر” ص135
وكأن الرحلة موجعة تساوي معاناة سيزيف .
ثانيا المعايير والسمات
ولأن القصة القصيرة جدا لها معايير وسمات فلابد أن يتوفر في القصة القصيرة جدا
1- قصر الحجم ” المعيار الكمي”
من الضرورة بمكان أن تتميز القصة القصيرة جدا بقصر الححم مع الأخذ بالسردية وهو ماتحدث عنه بلفظ ” الحكائية”
فالنص القصير جدا بلا زيادات بلا ترهل وإنما جميع الجمل محملة بحمولات دلالية بلا توضيح وذلك مميزات متن النص مع استخدام علامات الترقيم بإتقان
أما السردية فهي تصاعد للحبكة مع الأخذ بالزمن والمكان اللذان يعززان اللحظة والشخوص والحوار وكل عناصر القص
وإذا تأملنا نص” تحكيم”
والذي يقول” بعد إصرار الصياد وتمنع الغزالة؛ اتفقا على منطقة وسطى؛ وأن يسند الأمر لطرف ثالث، ولمانقاربا بادرت بالوساطة بندقية” ص130
وماسبق يلحظ الحجم بلا زيادات ودون أن يستطيع القارئ أن يحذف كلمة فالنص لايتعدى خمس جمل على الرغم من ااسخرية من الحوار والتفاوض فالنص يحكي قضية زيف الحوار أيا كان حين يخلو من الحكمة
أمااالسردية تلاحظ من خلال تصاعد الحبكة
– ” إصرار الصياد’ تمنع الغزالة ” يعد هذه بداية وصراع
– الإتفاق” اتفقا على منطقة وسطى، يسند الامر”
وهنا وسط وتأزم ونهاية للصراع “تقاربا”
– تأزم أكثر في ”
“بادرت بالوساطة بندقية” كانت النهاية الصادمة والساخرة.
يلحظ القارئ الزمن والمكان والحوار والشخوص والبداية والوسط والنهاية
وبذلك التزمت المجموعة بالمعيار السردي والفني ولم تكن مجموعة يدب فيها الضعف بل كانت قوية لحد بعيد بل متميزة.
رابعا أهم السمات الفنية : أظن أن أهم السمات التي يجب أن تتوفر عند كتابة القصيرة جدا
إلي جانب ماتم ذكره من حذف وإضمار وتلميح وتتاص ويجب أن تكون ملاحظة في النص بوضوح
– المفارقة :
النهاية الصادمة ( القفلة ):
خامسا النتائج:
علي أحمد عبده قاسم. اليمن.
احتفاء وتوقيعا لأعماله القصصية المتميزة في القصة القصيرة جدا والتي تعد إضافة نوعية للمكتبة السردية اليمنية وتمثلت بالمجموعتين” مثقال قبلة، وطاعن في الضوء”
يعد القاص من أبرز القاصين في الساحة اليمنية وكان لي شرف الالتقاء به واقعيا هذا اليوم في فعالية متميزة تنوعت فيها القراءات وأسهمت بقراءة سريعة لم تكتمل بعد وهي التالي:
وأنا أقرأ مقدمة مجموعة القاص/ زيد عبد الباري سفيان ” مثقال قبلة”
راقت لي عبارة مقدمة الناقد الاستاذ الدكتور / يوسف حطيني والذي يعد أحد أعلام القصة القصيرة جدا في الوطن العربي وأحد روادها حيث قال” عندما تنتهي من قراءة مجموعة الأستاذ زيد عبد الباري سفيان ينتابك إحساس بهيج أن القصة القصيرة ماتزال بخير، وأن المجارز اللغوية والأسلوبية ولحكائية في التي ترتكب باسمها في شبكات التواصل الإجتماعي والمنشورات الورقية ليست إلا عوارض سينبذها الدهر ليمكث في الأرض ماينفع الناس”
وتلك العبارات تعد شهادة كبيرة في حق القاص من أحد روادها الكبار وهي شهادة له ولأمثاله من القاصين في اليمن والوطن العربي .
وبذلك قلل بل ونسف بعض الأداء في شبكات التواصل الإجتماعي من حيث التسمية باسم ” الققج” وتنظيم بعض المسابقات غير الجادة والنشر الصخفي والورقي باسم ” ققج'” وهذا لايشمل كل ماتأتي به وسائل التواصل الإجتماعي فقد ساهمت تلك الوسائل في انتشار هذا الجنس وساهمت في تعلم الكثير وأعطت الكثير من الجهد ليترسخ هذا الفن
ولكن أظن الناقد الكبير انتقد الجهل بالفنيات فقد ذكر اللغة والأسلوب وذكر الحكائية ليشير للجهل أو إغفال الفنيات.
و السؤال الذي لم شهد للأستاذ زيد سفيان؟ هل التزم بذلك؟
والتقانات والأركان؟
وماهو الأسلوب المتبع والفني في كتابة ” الققج” ؟
ولكي نصل للإجابة نستعرض بعض خصائص الققج من حيث المكونات
أولامكونات الققج:
تتكون القصة القصيرة جدا من بداية ووسط ونهاية
وهي نص قصير مكثف يمتاز بالقصر والمفارقة والنهاية المدهشة مع الأخذ بالإعتبار بالاضمار والحذف والإرباك والتلغيز والتنكير
باستخدام الجمل القصيرة المتتابعة سواء كانت فعلية أو غيرها أو مايسمى بالجملة السردية
فهل تحقق ذلك في مجموعة زيد سفيان.؟
فلو تأملنا نص” تلك هي” والذي نصه .
” على حدبة جمل أخرق، يروم طي المسافات ؛ غارت عيون المارة في الذهول يسألونه عن وجهته ..
يد تتشبث بالسنام ؛ والأخري تشير إلى الجهات الأربع” ص 16
وبالنظر للنص يلحظ المتلقي مكونات وعناصر ه
فالبدايةهي ” على حدبة جمل أخرق.”
– الوسط هي ” غارت عيون المارة بذهول يسألونه عن وجهته
– لتأتي النهاية مشهدية ” يد تشبث بالسنام.. والأخرى تشير للجهات الاربع”
ومن ذلك فالنص
– التزم بمكونات الققج من حيث البداية والوسط والنهاية .
– استخدم الجمل السردية بداية في ” شبه الجملة” على حدبة جمل أخرق ليتابع ذلك بجمل فعلية بنهاية صادمة
– النص تميز بالخصائص الفنية من التكثيف والقصر والاختزال والإضمار والحذف فنحن لاندري أي جمل أخرق تائه غير محدد الوجهة فهناك إرباك وتلغيز وترميز. وهو ترميز وتلميح لقضية قد نحياها ونعيشها خاصة والعنوان يكشفها” تلك هي”
ثانيا العنونة :
العنونة: يجب أن يهتم القاص بالعنونة الداخلية والخارجية للأسباب التالية:
– فالعنوان هو تلك العلامة الإشهارية لذيوع النص أو كساده فمن العنوان يتفاعل المتلقي مع النص والمنجز ويتشابك مع دلالالته ورسالته ويحاول الوصول لسبر أغواره .
– يعد العنوان اللقاء الأول بالنص ومن خلال ذلك يتم جذب القارئ او النفور من المنتج برمته.
لذلك اشتملت المجموعة على مائة وخمسة وثلاثين نصا لاتجد بين هذا الكم عنوانا مشكوفا أو جاء كلمة من النص لذلك يجب
أو أن تجد تكرارا في الفكرة فيحب أن يكون عنوان نص الققج متميزا بالتالي:
– الإثارة والحذب
– ألا يكون فاضحا
– أن يكون ملغزا يسائل المتلقي
– أن يتمم رسالة النص ومضمونه بوصفه نصا موازيا بحيث منسجما مع الدلالات ومتوائم مع آفاق التأويل
فمن حيث العنوتة الخارجية
جاء جاء العنوان نكرة ” مثقال قبلة”
وكأنه يقول” هذه المجموعة مثقال قبلة” فهي خبر لمبتذا محذوف والعنوان جاء جملة اسمية دلت على ثبات المقدار وتغيره معا فالمثقال ثابت كوزن ومقدار وهو يعادل رمزيا ححم القصة القصيرة جدا المتميزة بالقصر ومتغير كرسالة ومضمون من حيث التأويل والتفسير والتلقي النقدي خاصة وقد جاءت معاني ‘” مثقال” في المعجم بالمعاني التالية:
– المثقال : ” يساوي الدرهم وثلاثة أسباع الدرهم والجمع مثاقيل ‘ وهذا كوزن ومقدار لكن من حيث المعاني المجازية يقال ألقي بمثاقيله: ” أي تكاليفه وهمومه” والتكاليف والهموم تساوي دلالات النص المكثف المتعدد التأويل وهو عنوان تناصي من الآية في سورة الزلزلة ” ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره’
وبذلك يعد العنوان معادلا رمزيا للنص من حيث المقدار المكثف والقصر ويعد معادلا رمزيا للمضمون من حيث تعدد التأويل واتساع الآفاق حين جاء في المعجم” ألقى بمثاقيله: تكاليفه وهمومه”
فكان العنوان محترفا بشكل مدهش وملفت. وحين أضاف القبلة وهي البوس واللثم .
والقبلة هي: ” وضع الشفتين في جسد شخص ما تعبيرا عن احترام وحب وحنان”
فالمثقال والقبلة معادلان رمزيان للنص ومضمونه وأثرذلك في أعماق المتلقي فلايخفى على أحد ماللقبلة من أثر في النفس وهناك بعض القبلات لاتنسى سواء في المشاعر أوالمحبة والعواطف والحب والبر والطاعة.
أما تأملنا العنونة الداخلية فلم أر نصا مفضوحا او مكشوفا أو جزءا من النص وتعددت العنونة مابين الرمزية والشاعرية والمفتوحة وكلها جاءت لتمم رسالة بوصفها نصوصا موازية وسآخذ مثالين من المجموعة
1- نص” حافة الروح”
نعلم أن الحافة هي ” الناحية أو الجانب أو الطرف المؤدي للهاية والسقوط.
والحافة هي : ” الوضع المتزعزع والمضطرب”
وبذلك فالعنوان محترف وعميق وكأنه يقول بلغت الروح مرحلة مؤسفة بوضع مزعزع وغير مستقر ومازالت تحيا بالأمل برغم اليأسة خاصة والنص يقول : ” غفت المدينة سهوا فلا صياح يوقظ الفجر ، تقضم القرقرة سماءها…
وفي القن ديك يتمنى لو أنه مات وهو يؤذن” ص28
ويلحظ المتلقي قدرة القاص على رسم الصورة فقد استطاع أن يلفت المتلقي كلمح البصر
فلم يكرر ولم يحش ولم يزد جملة بينما التلميح كبير يدركه القارئ من خلال دلالات النص.
2-
أما النص الثاني هو” رحلة”
والرحلة هي ” الانتقال من مكان لآخر لهدف ما أو هي ” ترك موضع الإقامة لموضع آخر”
وقد تكون رحلة روحية ينتقل فيها والفكر والروح عبر الزمان وخلق أمكنة وأزمنة بديلة بالخيال.
و جاء في النص مايدل على ذلك الرحلة الفكرية والروحية
” طاشت يده في المحبرة، استنزفت الروح خطاطات شتى
جمعها حين اختمرت رؤاه لم تشكل سوى نقطة… رقشها في ختام الوجع واستأنف السير من أول السطر” ص135
وكأن الرحلة موجعة تساوي معاناة سيزيف .
ثانيا المعايير والسمات
ولأن القصة القصيرة جدا لها معايير وسمات فلابد أن يتوفر في القصة القصيرة جدا
1- قصر الحجم ” المعيار الكمي”
من الضرورة بمكان أن تتميز القصة القصيرة جدا بقصر الححم مع الأخذ بالسردية وهو ماتحدث عنه بلفظ ” الحكائية”
فالنص القصير جدا بلا زيادات بلا ترهل وإنما جميع الجمل محملة بحمولات دلالية بلا توضيح وذلك مميزات متن النص مع استخدام علامات الترقيم بإتقان
أما السردية فهي تصاعد للحبكة مع الأخذ بالزمن والمكان اللذان يعززان اللحظة والشخوص والحوار وكل عناصر القص
وإذا تأملنا نص” تحكيم”
والذي يقول” بعد إصرار الصياد وتمنع الغزالة؛ اتفقا على منطقة وسطى؛ وأن يسند الأمر لطرف ثالث، ولمانقاربا بادرت بالوساطة بندقية” ص130
وماسبق يلحظ الحجم بلا زيادات ودون أن يستطيع القارئ أن يحذف كلمة فالنص لايتعدى خمس جمل على الرغم من ااسخرية من الحوار والتفاوض فالنص يحكي قضية زيف الحوار أيا كان حين يخلو من الحكمة
أمااالسردية تلاحظ من خلال تصاعد الحبكة
– ” إصرار الصياد’ تمنع الغزالة ” يعد هذه بداية وصراع
– الإتفاق” اتفقا على منطقة وسطى، يسند الامر”
وهنا وسط وتأزم ونهاية للصراع “تقاربا”
– تأزم أكثر في ”
“بادرت بالوساطة بندقية” كانت النهاية الصادمة والساخرة.
يلحظ القارئ الزمن والمكان والحوار والشخوص والبداية والوسط والنهاية
وبذلك التزمت المجموعة بالمعيار السردي والفني ولم تكن مجموعة يدب فيها الضعف بل كانت قوية لحد بعيد بل متميزة.
رابعا أهم السمات الفنية : أظن أن أهم السمات التي يجب أن تتوفر عند كتابة القصيرة جدا
إلي جانب ماتم ذكره من حذف وإضمار وتلميح وتتاص ويجب أن تكون ملاحظة في النص بوضوح.
…..
. اليمن.