القصيدة التي ألقيت أمس 26/12/2016 في أمسية ( رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) في مجمع بيت الثقافة والفنون
**************************************************************
مهيباً يمرّ العزاءُ مهيبا //قريباً بعيداً بعيداً قريبا
ينادي الأمامُ بحزنٍ تمهلْ //بصمتٍ يردُّ الوراءُ مجيباً
مسيرٌ يواكبُ سِفراً لدمعٍ //و صوتٌ يهلّلُ قولاً عجيبا
و كم من أيادٍ سترفعُ نوراً //و نورُ الشهيدِ سيبقى لهيبا
تدلّى كأنَّ الثمارَ دماءٌ //توارى فصارَ الحضورُ مغيبا
و كلُّ شهيدٍ و أرضي بخيرٍ //وكم من زهورٍ سترثي الحبيبا
كأنّ الشهادة فعلٌ لحيٍّ //يقيمُ الطقوسَ و يمضي غريبا
سيحرثُ لمّا سينزلُ أرضاً //رمالاً و رصفاً و يعجنُ طوبا
تُمشّطُ أرضَ البلادِ دماهُ //ليطلع زرعُ البلادِ نجيبا
هناكَ ملأنا الخوابي بصيصاً //و هلْ من بصيصٍ يُفِلّ الغروبا ؟؟!!
مشينا نسابقُ كلّ المآقي //و عندَ الغروبِ نسينا الدروبا
جلسنا على شرفةِ الموتِ عمراً //و رُحْنا نحاكي الفراغَ المُريبا
نعدّ لموتِ الكثيرِ قبوراً //و ننسى لكلِّ القليلِ زبيبا
وندفنُ من ذا سندفنُ … حيّاً // لنتركَ فوقَ الترابِ عصيبا
جثونا نساوي الترابَ شباباً //ولمّا استوينا بكيناهُ شيبا
نداري بياضَ الليالي بحزنٍ //و نتركُ جفنَ السهادِ رقيبا
لعلّ الوجودَ سيغزلُ ناياً //يصيرُ بثغرِ الوجودِ طروبا
سَنُشْهِدُ أمَّ الشهيدِ علينا //بأنّا زرعنا الشهيدَ حُبوبا
و كلُّ شهيدٍ سيزهرُ ألفاً //وألفُ شهيدٍ نراهمْ هبوبا
و تبقى دمشقُ حكاية عشقٍ //تأنّقَ عمراً و أشرقَ طيبا
عزاءُ الشهيدِ عروسٌ كشامي //و عرسُ الشآم شهيدٌ فطوبى