أنا يا قوم أستوحي الصوابا
فتؤلمني مهاترةٌ غصابا
ويفرحني مع الأزمان شرخٌ
ويجرحني المقام وإن أنابا
وأنزع جرحيَ الممتدَّ مني
وأردمه وإن فاض انسكابا
تمر على مداراتي القوافي
فأنظمها، عقيقا أو حِرابا
ولا أصغي لأضغاثٍ، لحلمٍ
فيغدو كلّ أمري مستجابا
يحاصرني ضجيج ليس مني
لينثرني على الباغي سرابا
يساومني، خُبَيْبٌ باقتضابٍ
فألزمه بأخلاقي الصوابا
فهل ذهبت شمائلنا وبادتْ؟
وقد كانت لنا تبرا مذابا؟
وهل فَقَدَت حميّتنا خطاها؟
وقد كانت من الأمر العجابا
رميت هناك ثوبا من خنوع
سموتُ وهمّتي طالت سحابا
لجل الناس قد أعطيت درسا
فكان الدرس للملأ الكتابا
زمانٌ أُركِعَتْ فيه القوافي
ولم تَركع قصائدُنا غلابا