أقضُّوا مضجعَ الدُّنيا
وثاروا
يُؤرِّقُ لَيلَهمْ حقٌّ
وثارُ
يَرُّشونَ القصائدَ فوقَ قَبرٍ
بِهِ سَكَنتْ
مواويلٌ كِثارُ
مواويلٌ
عن الناسِ السُّكارى
وعن “هَبْرٍ”
يُجلِّلهُ الوقارُ
وعن “زُطٍّ”
قَضيتَ العُمْر ترجو
إجارَتَهمْ
إذا فينا اسْتَجاروا
وعن بَلدٍ
يموتُ الموتُ فيها
وعن موتى
ستَبكيهِم ديارُ
عِشِيّاتٍ مَضَينَ
ولستُ أدري
أيَطلعُ بعدَما ذهبَت نهارُ؟
************
(بربِّكَ هل ضَمَمتَ إليكَ ليلى)
ولا ليلى تَحِنُّ
ولا نُوارُ
أفِقْ مِن موتِكَ الأبَديِّ
يومًا
لِتنظُرَ كيفَ بهدَلَنا الدُّوارُ
سُكارى يا عرارُ
وليسَ فينا
أخو أختٍ
على دَمِهِ يَغارُ
ننامُ على الخديعةِ
ثمَّ نصحو
على وَهْمٍ يُزيِّنُهُ اعتذارُ
ونبتلِعُ الحقيقةَ
“أسبرينًا”
وباسْمِ الصَّبرِ يقتُلُنا انتظارُ
وأقصى همّنا في الشِّعرِ
وضحى
إذا رضِيَتْ
فقد رَضِيَ الكبارُ
***********
وماذا تنفعُ المُتروكُ مِنّا
حقائبهُ
إذا فاتَ القِطارُ
أبا وصفي
وحالُ الشِّعرِ فينا
بريءٌ
لا يثورُ
ولا يُثارُ
تَمُرُّ بنا القصائدُ
مالِحاتٍ
وطَعْمُ مَذَلَّةِ الشُّعرا
مَرارُ
تُجَمِّعُنا الطُّبولُ
إذا انْتَشينا
وإن عُدْنا
يفَرِّقُنا شِجارُ
وكَمْ من صَولَةٍ في الحربِ
صُلْنا
على ورَقٍ
وما ذُكِرَ انتصارُ
نُحاولُ أن نُحبَّ
فيعترينا
على وجَعِ المهانةِ
انْكِسارُ
أبا وصفي
جراحٌ نازفاتٌ
قصائدُنا
وأوهامٌ
وزارُ
وما مِن سامِعٍ وجَعَ الحكايا
وما مِن مُنقذٍ
إلاّ الفِرارُ
أبا الشُّعراءِ
قد صاروا طحينًا
لِشِرذِمةٍ
وليسَ لَهُم خِيارُ
زمانُ الشِّعرِ قد ولّى
وصِرنا
هوامشَ لا نُجيرُ
ولا نُجارُ
وتُهنا
في جلابيبِ “الفرنْجي”
وضَيَّعَنا القميصُ المُستَعارُ
فكيفَ نَلوذُ بالأوطانِ
لَمّا
يلوذُ بنا لنَسنِدَهُ
الجِدارُ
وكيفَ نُفَصِّلُ الكلماتِ
ثوبًا
ونصفُ جهادِنا
خِزيٌ
وعارُ
أبا وصفي
يتوهُ الشِّعرُ فينا
وتعلو فوقَ هامتِهِ
صِغارُ
ومُختلفونَ
في غَثٍّ تعالى
هو احتَرَفَ البقاءَ
وهُم تواروا
أبا الشُّعراءِ
ها بلفورُ أوفى
وغَلَّفَ كُلَّ قريتنا الدَّمارُ
ومنذُ ذهبتَ
والأيّامُ ثكلى
ولم تَنبُتْ على شَجَرٍ
ثِمارُ
فهل من ليلَةٍ تأتي إلينا
يُفكُّ بها عن السّيفِ
الحِصارُ
وهل من سامِعٍ إلاّكَ
صوتي
لأطلِقَها:
أغِثنا يا عرارُ