كل هجرة وانتم بخير/ بقلم : الشاعر العراقي حيدر الخفاجي

كل هجرة وانتم بخير

مِنْ أوَّلِ يومٍ
هاجرَ فيهِ رسولُ اللهِ
احتفلَ الناسُ بعامِ الهِجرةِ
حيثُ ابتدأَ الناسُ بِلَمْلمةِ الاوطانِ
و ما خفَّ مِنَ الاشياءِ
منَ الارضِ المسلوبةْ
بدؤا بالهِجْرَةِ
افراداً
و جماعاتٍ
كلٌّ يحمِلُ في جُعبَتِهِ
ادعيةً للرحلةِ
خُبزاً مِنْ تنورٍ ظلَّ بلا حَطبٍ
صوراً نُنعِشُ فيها ذاكرةً معطوبةْ
الهجرةُ
اولُّ مَنْ فَتَحتْ بازارَ البيعِ لنا
فتركنا الوَطنَ الامَّ
الى دُوَلٍ أخرى
نبني فيها بلداً مِنْ احلامٍ
في جُمجَمةٍ مثقوبةْ
مِنْ أوَّلِ يومٍ هجريٍ
اصبَحْنا نحسبُ ايامَ العُمرِ المتبقي
بحصى الطُرُقاتِ الى المنفى
و الاختامِ على اوراقِ جوازٍ
و ضحايا في البحر ِ
وقدْ غرِقَتْ
بقواربَ مقلوبةْ
منذُ العامِ الاوَّلِ للهجرةِ
و الشعبُ العربيُّ يفتِّشُ عنْ وطنٍ آخَرَ
اكثرَ أمناً
لا يحكُمُهُ رجُلٌ يخطُبُ فينا
عَنْ زُهدِ ( علِيٍّ)
و عدالةِ ( ابن الخطاّبِ )
و اذ حلَّ الليلُ تسلَّلَ
كي يملأَ مِنْ بيتِ المالِ جيوبَه
مِنْ أوّلِ يومٍ للعامِ الهجريْ الاولِ
شكّلْنا اوَّلَ جاليةٍ
في (الحبشةْ)
فبِها ملِكٌ مِنْ دينٍ آخَرَ …
آوانا
كيْ ننسى غدْرَ بني جِلدَتِنا
و نرمِّمَ آثارَ الروحِ المنكوبةْ
مِنْ اولِ عامٍ للهجرةِ
و الشعبُ العربيُّ يهاجرُ
مُحتَفلاً
بالترحالِ المُزمِنِ
لا يدري
إنَّ الهجرةَ صارتْ ديناً
و الدينُ مجرَّدَ اياتٍ مكتوبةْ
التاريخُ الهجريُّ يؤرِّخُ للهجرةِ
لكِنْ
مَنْ يُنشيءُ تقويماً للعودَةِ
للاوطانِ
لنأكلَ مِنْ تمرِ نخيلِ الارضِ المنهوبةْ
؟

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!