أنا قصّة الأمس
أحببتُها أوّلَ الطريق…
وأحببتها آخرَ الطريق…
أصاب قلبَها…
وخاب قلبي…
فقدتُ رغبةَ الوصول…
ليست كلُّ الأحلامِ تتحقّق…
تركتُ جسدي حبيسَ الصمت…
تسيرُ بنا الليالي…
عبرَتْ كالطيفِ…
كنتُ أحسبُهُ لقاءً…
وما كنت أحسبُهُ وداعاً…
لقد مرَّتْ من هنا قبلَ ساعات…
لم تُلقِ السلام…
لا تنتظرْها بعد الآن…
لن تأتيَ من وراء البحار…
لن تعودَ على أجنحةِ الحبّ…
ولا من الغابات…
لن تسمعَ صوتَها…
لم تعُدْ دافئة…
عبرَتْ كالطيف…
حملها الريحُ الأصفرُ
وغدا يشقُّ في الغياب…
آه لمكانٍ
فيه التقينا … وفيه افترقنا.
أنا قصّةُ الأمسِ بينها
تمزّقُني الذكريات…
تحجُّ لها الكلماتُ كلَّ مساء…
وقد صارت بلا شكٍّ مهاجرة…
وقد كانت من قبلُ تقول:
عساني إن لمحتُكَ
أزيحُ عنك الاغتراب…
تتوقُ لها المفرداتُ
والحبرُ قبل أن يجفَّ…
وقد أَلِفْتُ حضورَها
في قصائدي المنسيّة…
فما لي إن أمسكتُ القلمُ
يضيعُ منّي نظمُ الكلام …؟