آفاق حرة
المحرر الثقافي
بطاقة تعريفية عن
(سرى كانيه – الحب والحرب) للروائي السوري عبد المجيد محمد خلف
بقلم الروائي – محمد فتحي المقداد
للمأساة لسان روائي ليحكي المأساة السورية. والعنوان يتألف من جزأين (سرى كانيه) وهي عبارة عن منطقة رأس العين في شمال شرق سوريا من محافظة الحسكة، وسرى كانيه هو الاسم الكردي لمدينة رأس العين) والجزء الثاني سيرة الحب والحرب.. بالمعنى الإنساني بأبعاده الواقعية. والحب= حياة. والحرب= موت. وما بين الحب والحرب مسافة تعد بالأنفاس، كذلك بين الحياة والموت مساحة عظيمة تستحق ان تأتي روائيا على لسان الأبطال. كما وثقته رواية (سرى كانيه. حب وحرب).
وللرحيل أوجه متعددة، وأكثرها بؤساً هو أن تدير ظهرك لمنزلك، وتشعر بأنك تغادره إلى غير عودة، بينما تبقى الأشجار متجذّرة في ذلك المكان، الذي حملت فيه حقيبة سفرك، وانطلقت تجوب الدروب كلها بحثاً عن مسكن ما يأويك، بعدما انقطعت مياهك عن منزلك، لتبقى الغصّة في القلب، ترفض أن تخرج، ما دامت طرق العودة قد أغلقت منافذها، لتفتح المخيمات فمها لكل وافد جديد، نازح قُدَّ قلبه من ألم، يحاول أن يلملم تفاصيل المشهد الأخير للوداع عبثاً، ضاعت مدينته (سرى كانيه)، ربما يقول بينها وبين نفسه، ولكن بعد رأى التصميم الذي في عيني حبيبته، أعلن ولادة المدينة مرة أخرى.
(سرى كانيه – الحبّ والحرب)، رواية المأساة التي كانت، وما زالت تحفر في أوردة أناسها ذكراها عميقاً، لتظهر ملامح تلك الذكرى على وجوههم، وفي عيونهم، ليمضوا حاملين بنادقهم، وبعضاً من بقايا أمل يتسلّحون به من أجل العودة إلى الأرض التي شربوا من مياهها، وقضوا فيها أجمل أيام حياتهم، ويرفضوا حياة الذل في المخيمات..
عاشق وعد حبيبته بالخلاص، وحبيبة تدفع في جبهات القتال عمرها، وأب يرفض مغادرة المدينة حتى اللحظة الخيرة، وما بينهم جميعاً، آلة حرب لا تهدأ أبداً، وتصرّ على أن تحصد أرواح البشر من دون رحمة، لتكتب تاريخ المدينة بالدم، بعد أن ظنّ البشر بأن الحبل السريّ للدمار قد ولّى بعد نهاية الحروب الدموية في الحياة.