هاجرَ عامٌ وما تبقى لهُ ليلٌ وغدُ
العقلُ خَمِرُ في الوضئةِ والوعيُ سَهِدُ
أندبَ الأوشامَ أثلاما على الأجبُن
وبحرُ الأيام فيما تذَّرى بالأعيُن رمِدُ
وفي ضُحى مغاربِ الأعوام قد
يطيبُالوداعُ وفي لجّة الأعمار أمَد
تسقُطُ في ليلة الوداع الأوشاحُ
ويستباحُ المُشتهى يلهبُ شوقا ويتَقد
وليلةٍ تُنادبُ أثغارُ الحلى الكؤوسَ
تُدَشِّرُ خوفَ الآتي والحبُ فيها وَقِد
والليلُ بين أوتار السكون بدا
ناغما والهديلُ في الأرجاء غَرد
ترنحتْ الهمومُ وما أهابتْ من
تَشَرُدِ الذهن الموقدُ بالجمُور نَهِد
معاشقُ الأعيُن تَزبدُ بالإبحار
تَقلبُ الأسفارا والنَبضُ حبا رَعِد
يا غيمةَ الأعوام في الكشحةِ
ينبري ضياءُ تشقق الزمن وتَمِد
السنينُ الطوالِ وأفناءُ سيلها
يَجلبُ الفيضَ وربيعُ الأيام وَردُ