لصحيفة آفاق حرة:
رفيق الطابور
قصة قصيرة
بقلم – خضر الماغوط
ما إنْ وقف خلفي ضمن طابور الحصول على بعض المواد الغذائية، حتى سألني إنْ كنت قد قمتُ بترديد الشعار قبل أنْ آخذَ مكاني في هذا الإجتماع الطابوري.
وقبل أنْ أتكلم تابع قائلاً:
نعم يجب ترديد الشعار، فهذا التجمع الطابوري، أهم من كل الإجتماعات الحزبية التي كنا ملتزمين بها، فهنا على هذا الطابور تمَّ تحقيق الوحدة والاشتراكية والتلاحم الوطني، التي كانت تحضُّنا عليها أحزابنا، فهنا ستجد كافة الطوائف والأديان والعقائد ملتحمة بشكل وحدوي ومتحدة في الغاية والهدف، ومشتركة في الآمال والتطلعات نحو الحصول على ما يوزعونه هنا وهذه الآمال المشتركة هي غاية المنطق الاشتراكي.
وتابع قائلاً: أما كانت كل الشعارات تحضنا على الوقوف كتفاً إلى كتف في وجه الغزاة، فها نحن الآن نقف ليس كتفاً إلى كتف، بل نقف… بطناً إلى مؤخرة… وهذا أقوى أشكال التلاحم لدحر الغزاة.
قلت له: نعم أوافقك فإن سياسة البطن خلف المؤخرة، أفضل من سياسة الكتف إلى الكتف…
ولكن أرجو أنْ تُبعد بطنك عن مؤخرتي قليلاً، فقد بدأ يتحرك الباسور عندي.
…..
دمش. سوريا