. مصر. آفاق حره.
كتب/ وائل شعبان.
الأب هو نبع الحنان لذلك فقدان الأب في الصغر من الأمور الصعبة جداً وأشقها على الفرد، فهو المعيل والصديق والمربي، والصغير في حاجة ماسة للرعاية والاهتمام والدعم النفسي والمادي، لكي يستطيع مواصلة حياته بشكل طبيعي. قال تعالى: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ” صدق الله العظيم. اليتيم هو الطفل الذي فقد أباه قبل أن يبلغ سن البلوغ؛ إنه يفقد من يعتني به في صغره، ويكون في هذا السن أشد الحاجة لأبيه؛ ولليتيم العديد من المعاني منها الفقد وهو الشخص الذي فقد أباه، الضعف، والإعياء. لقد حرص الإسلام على رعاية الطفل اليتيم وكذلك اكد على حفظ حقوقه، ورعاية أمواله حتى يكبر، ولقد ورد في القرآن اثنين وعشرين آية فيها رحمة الله عز وجل بهذا الطفل اليتيم. يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ. (سورة البقرة: 83). صدق الله العظيم وكذلك أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام على اليتيم، حين قال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى). صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن الإسلام دين العفو والسماحة والعدل والمساواة، فقد أمر الله بإيواء اليتيم بقوله تعالى:” ألم يجدك يتيما فآوى”. فالإنسان الضعيف أول ما يحتاج إليه هو المأوى. فالإنسان دائما يحتاج للحماية والامن والأمان. ويقول الرسول إن البيت الذي به يتيم تربى خير بيوت المسلمين؛ فإن كفالة اليتيم يلين القلب وتزيل قساوة القلوب، وتطهر المال وتزكي صاحبه. وقد عملت الدولة متمثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية على إنشاء دور الأيتام؛ فتقوم الدولة مع عدد من المتبرعين برعاية الأيتام وتعليمهم، ليصبحوا نماذج ناجحة داخل المجتمع، تارة عن طريق إلحاقهم بالكثير من المدارس الحكومية، وأخرى عن طريق توفير مدرسين متطوعين يساعدونهم فى المذاكرة وتحصيل المعلومات، طرق مختلفة تتبعها دور الرعاية ويبقى الهدف فى النهاية الحصول على فرد متعلم صالح يخدم الوطن. وأخيرًا قد حددت الدولة يوم واطلقت عليه يوم اليتيم في أول جمعة من شهر أبريل، للاحتفال بعيد اليتيم. وقد انطلقت فكرة يوم اليتيم من مجموعة من المتطوعين، من إحدى الجمعيات الخيرية في عام 2004 ميلادية، لتخصيص يوم في العام للتخفيف عن الأطفال الأيتام، وقد احتفل في السنة الأولى عدد 5000 طفل يتيم. بعدها لاقت الفكرة كل الدعم من المؤسسات والحكومة والشخصيات العامة. كذلك تم عرض الفكرة في مختلف الدول العربية. وتم تعميم هذا اليوم في مختلف الدول العربية. وتتنافس في هذا اليوم دور الأيتام المختلفة في الاحتفال باليتيم، الذي يدخل السرور والبهجة على الطفل اليتيم. ويعتبر هذا اليوم يوم جليل يجازى عليه خير جزاء من الله عز وجل. وفي النهاية فليس هناك أكثر من تكريم الله لليتيم حين اختار خاتم الرسل وخير الخلق أجمعين أن يكون يتيمًا.