بقلم ؛ الكاتب أحمد شاكر
]د سطات ليست وقفا على بويا لغنيمى، ولا حكرا لغيره . هي حاضرة الكثيرين الذين استطابوا العيش فيها ومعلموا وجودهم فيها بانجازاتهم وما وطّنوه بها.
ما لايحصى من الوجوه والأقدار المتقاطعة عبرت هذه الرقعة التى شكّلت شرايينا مهما على الدوام، مند الاستقرار القديم لأول ”زطاط”.
حسن اغلان لم يكن شاويا ولا حفيدا للسلالة البرغواطية التى مّدّت نفودها فى هذه السهول الشاسعة بل هو سوسي الجدور زعري المنبت.
أي حال رمت به الى هنا؟
قد تكون الاقدار من رسمت مساراتها الخفية، وقد يكون هذا الايمان المستحق بالمغرب الكبير والفكر الكونى الذى شغله، من حفزاه على الاقامة هنا.
ماهو كائن الآن أن حسن جزء من هذا المعمار السطاتى، من تربة الشاوية المعطاء، أثت باستقراره الخريطة العلنية و السرية للمدينة.
حسن من جيل وُهب كل شيء ووهب كل شيء. الجيل الذهبي الذى صنع قدره بيده بعيدا عن طوباوية أحلام الملائكة. جيل الستينيات والسبعينيات، جيل تغدى على أحلام التحرر والمد اليسارى وآمن بالتغيير.
هناك مالا يحصى من المسببات والدوافع التى تراكمت فى مجرى حياة اغلان وتكاثفت لتبدع لنا فى لحظة فارقة من التاريخ ما هو عليه الآن، حياة مترعة بالقراءة واعتناق الافكار الكبيرة الحالمة بالتغيير، هو جزء من هذه الفسيفساء المتناغمة التى كان لها الحظ أن تتلمذ على يد خيرة الأساتذة فى كليات كانت تمور بالغضب وبأحلام شاسعة وأن تُجايل زُمرة من خيرة الأسماء التى كان لها شرف صُنع وصياغة جزء من فعل الكتابة والفكر المغربي.
السيرة الحياتية والفكريةتتقاطع بالضرورة مع سير مجايليه وكرلونوجيا الاحداث فى السبعينات والثمانينات التى كانت تمور وتغلى فى الاحياء الجامعية والخلايا الحزبية وتتعطر بأريج العمل السري ، كل هذا ساهم فى انضاج الوعي الجمعي والفردي لشريحة كبيرة كانت مستعدة للتضحية بكل شيء خاصة وهي مؤطرة من طرف شخصيات فدّةعرفها تاريخ المغرب فى هذه اللحظة الفارقة.
حسن فى لحظة ما نهل من المدرسة الاتحادية بقاماتها الكبيرة وبعطائها المميز وكان له شرف الانتماء لهذه المؤسسة الحزبية العتيدة برجالاتها الافداد، وتبقى الكتابة التى أُبتليّ بها عزيزنا هي أسمى ما اجترحه من هذه التجربة، هي أداته التى ساهم بها فى توثيق والتعبير عن المرحلة كتابيا، والمساهمة بفعالية فى النقاش الذى عرف زخما كبيرا، واختار الاقامة الأبدية فى حضن الكلمة حيث أبدع فى العديد من المجالات : القصة والرواية والدراسات النقدية والفلسفية، كما حاز لقبا علميا رفيعا، وهو يسعى بكل ما اُوتي الى أن يوطّن هذا الاثر الكتابي فى المدونة الخالدة.
الكم العددى الذى حققه اغلان يوازي حجم النقاش الذى ساهم به وأثرى من خلاله حلقات فكر وموائد وجلسات عامة وخاصة، فالرجل يمتلك ذاكرة قوية وحية تحتفظ وتسرد الجزئيات والفواصل والملحقات، وله قدرة على تنويع حكاياته وشد انتباه محاوريه ومستمعيه.
حسن هو مشروع كتابي مهم، انكتب منه فقط الجزء اليسير، أما القادم فحتما أشياء كثيرة، اما تنتظر الطبع أو التبلور أكثر، فهناك دفق مدادى لم يعد بالامكان طمره، هناك طاقة جبّارة تتملكه.
يقدم اغلان بروفايل كاتب قادم من زمن آخر، مُبدع يكتب بجماع حوّاسه، ويشارك بكليته في معمعة الحياة والنقاش ، كاتب تشرب مسؤوليته الجسيمة تجاه أعطاب الحياة، حارب في المناطق المشتعلة مُحاولا هدم اليقينيات منتصرا للحياة بقيمها الكبرى.