أبوظبي.. دبي… الشارقة. السير على أهداب الثابت والمتحول

بقلم: صديق الحلو
ويكفيك شخصا في ذاكرة الروح والشجن. طيفه يساوي كل العابرين. التقاني صديقي أسامة رقيعة ورحبت بي نسرين زوجته واكلنا القراصة بالتقلية في صباح دبي الشهي.
كنت اعرف أنني ساحبها دبي منذ أن عبرت شوارعها الأنيقة كاناقة شوارع باريس. أحسست بالتسامح ورأيت الحكومة الإلكترونية رأي العين ولم ترعبني الكرونا. وتعلقت الشارقة بالذاكرة لاناقتها المفرطة والايام تصنع الذكريات ولاتعيدها.
وحين اغيب عنها ياكلني الحنين. في الشارقة بحيرة خالد. متحف الشارقة الوطني. واجهة المجاز. وجزيرة النور. القصباء. شاطيء الخان. متحف الشارقة للسيارات القديمة. التقيت بدبي مجددا وكانما اعانق نفسي في شتاء يوم رزين. ودبي هي تصغير لكلمة دبا التي تعني الجراد التي لم تقم له أجنحة بعد. برج خليفة. نافورة دبي الراقصة. نخلة جميرا. خور دبي. مولاتها ومتاحفها.
أنني صادق مليء بالوله وارتاح لدبي واقيل في الشارقة.
أجمل وجهات النظر وجه الشارقة… يمتاز بالسكينة وليلة صحراوية باهية تشع نجومها. لازال في خاطري ذلك التعامل الراقي من موظف الجوازات في مطار دبي الدولي. نهر من الترحاب. والعطور العربية تضمخ المكان بالحب وبخار القهوة العربية بالهيل عابق بالاجواء.
هنا تجد الكمال كله مجسدا.
هنا في ابي ظبي حيث نفق الظبي والصياد معا عند البئر الغائر ماؤها. ادهشني متحف ابو ظبي الوطني. جامع الشيخ زايد الكبير. ونادي السودان الثقافي.
صعب أن تكتب على كل هذا الجمال. الكورنيش. خور فلكان وتلك الجزر.
هنا للكلمات نبض جديد به تلك الشعلة والشرارة التي تلامس شغاف الروح. الكلمات القديمة النابعة من القلب لاتفتقد الحرارة. التحية هنا مزجاة لفخامة المعالي زايد الخير المؤسس الحكيم. ول خليفة بن زايد.
و للرائد محمد بن زايد. والمعلم محمد بن راشد. والمثقف الشيخ سلطان بن محمد القاسمي.
الشيخ زايد المؤسس كالنور يراه الجميع. أسماء خلدت في صفحات المجد وفي اعماقنا حيث أن المسافات يقطعها الضوء في ثواني. كل الحب الذي زلزل وجداننا ولم يطلب الاستئذان احتلنا.
بحضوره البهي وكل تلك العظمة والفخامة.
أيامنا هنا في الامارات العربية المتحدة كلها أفراح ساكنة معنا. تورطنا بعشقها والحنين إليها وفي القلب شيء كثير لايقال في الورق. التقيت هنا المبدع المتألق الروائي السوداني أسامة شيخ إدريس. ودكتور احمد عثمان حسن من جماعة العود السوداني. ونحن نريدها دبي لذلك نحافظ عليها أنيقة نظيفة جميلة ومعطرة. حيث تمنحنا السعادة وتلك النشوي. وحتى لو ابتعدنا عنها فهي في الفؤاد والخاطر.
الزميل محمد احمد خليفة كان حضورا
ودكتور نجم الدين فضل. عصام وهيثم. وجلسة حميمة على الكورنيش.
وعينا الشارقة شروق دائم. وأمطار شتوية ونحن نستعيدها كساحرة من العهد القديم تستحضر وجودنا في مرآتها. لذلك نكتبها برحيق القلب المشرأب للمستحيل وحين ترف اهدابها نعانقها. تتنفس دفئا. نركض إليها. نقفز داخل الكلمات ونسبح في مابين السطور.
كتبنا دبي وتنهدناها تنفسناها اريجا منقوش على يد حسناء بالحناء ومرسوم فيها تلك اللحظات التي لاتنسى. وانا اهمس في اذن صديقي أسامة انها قالت لي احبك خلسة. تلقفتها كقبلة في الظلام حتى لايرانا احد.
هنا اسجل للأيام والتاريخ أجمل اللحظات. حتى لحظات الحب القديمة الخاسرة. والعثرات الصغيرة. وتلك الخيبات. ولا أرحل استرجع أيامي لارسم ملامح الخليج ومركبات صيد السمك واللؤلؤ والمرجان. ام القوين. راس الخيمة. الفجيرة.
عجمان. العين. أبوظبي عشقنا الازلي الذي سكننا.
والحب خلق لينفضح لا ليخبأ في القوارير والرسائل السرية.
نسجنا لهن من خيوط عشقنا من الاوردة والشرايين كسوة من الشعور.
و الشارقة تعني لنا الكثير. …. نجمة وهاجة احتفظ بها كحجاب او تعويذة للسعادة والفأل الحسن.
نعود إليها كما اليتيم الي حضن امه الدافيء. ونحتفظ بها.
وهانذا أظهر حبي لها امام الجميع.
فالينهار عهد الانقاذ الي غير رجعة وتحترق سفن البشير.
زرت كثير من المدن الموحشة في غربتها. وتلك التي مثل غانية. واستطعت ان انساها كلها حيث انا الان في الشارقة مدينة الحياة اليومية المعافاة والسعيدة. من هناك انا اراقبها عن تطورها وسطوع الثقافة فيها عن المهرجانات التي لم تتوقف.
إكسبو 20 وفعاليات معارض الكتب. التشكيل. الدراما. والمسرح. نشر الكتب. وثقافة الطفل والمكتبات.
وتورطنا في عشقها
والوله
حيث أن دموع الغيرة أصدق من دموع الفراق.
هل اقنعت الشارقة أنني بها معجب. وكان لابد للأيام الجميلة ان تنتهي.
ومازلت على قيد الحب انشد الفرح بكلمات ملتهبة القا ونشوة. لقد ذقنا كفراشة حلاوة التحليق بحرية ووله.
ثمة حب لاشفاء له.
وغبار الحنين لانود ان ننفضه وبذاك التوق صارت أيامنا مزهرة
ونحن من مقرن النيلين. خرطوم الفيل نعيش في أرض بقاؤنا فيها على قيد الحياة صار خبرا يستحق إن تسير به الركبان.
واخيرا…
لاتقول كل ماتعرف لترتاح فبعض الأشياء أجمل لو بقيت مجهولة.