خلف نافذة تطل على الحارة بالدور الأرضى بمنزل قديم على يسار الداخل من باب الحارة كانت جلستها المفضلة لاتبرحها الا عند النوم …تشاهد من خلالها حركة اهل الحارة على مدار اليوم …وكانت عندما تريد ان تبتاع شيئا تخصنى أنا وتمنحنى ما تبقى من نقود …وكنا ونحن نلعب تراقبنا واذا نشب بيننا شجار اثناء اللعب تنهرنا قائلة : خلاص يا ولاد أنتوا اخوات …ذات صباح وأنا ذاهب الى المدرسة لم أر وجه الحاجه فاطمه يطل من النافذة لأنها كانت مغلقة …وبعد عودتى من المدرسة وجدت النافذة على حالها …مضى ثلاثة أيام ولم تظهر الحاجة فاطمه وظلت النافذة مغلقة …دفعتنى الرغبة فى الأطمئنان عليها بأن سألت أمى عن سر غيابها فأخبرتنى أنها – أى الحاجة فاطمه – مريضة …مضت الأيام تقضم بعضها بعضا وطالت رقدتها …وألفنا النافذة المغلقه .. فى صباح أحد أيام الشتاء الباردة صدر عن المنزل الذى تقيم فيه صراخا وعويلا معلنا عن خبر وفاة الحاجه فاطمه