لصحيفة آفاق حرة
قطار وحب
قصة
نجيب كيَّالي
سأل حبيبتَهُ وهما ينتظران القطار الذي سيحملها:
– كم يوماً ستغيبين؟
قالت مع ابتسامةٍ زادت ولعَهُ بها:
– ستة أيام!
– ستة بحالها! آه.. سيكون الصباح خالياً منكِ، والظهيرة، والمساء، ووسادةُ النوم!
أضاف بعد غُصَّة:
– ولأنَّ أولادَنا كَبِروا، وغادرونا إلى بيوتهم الخاصة سيمرُّ عليَّ اليوم كأنه عشرة أو عشرين!
قالت بعينيها:
– حبيبي لا تبالغ.
أجاب بعينيه:
– واللهِ لا أبالغ.
ثم طفرت في زاوية عينه دمعة.
كاد القطار أن يصل حينما ألقى نظرتين.. واحدةً إلى وجهها، فوجده عامراً بالأنس وخصوبةِ الربيع، والثانيةَ إلى طريق البيت، فرآه مكتظاً بالوحشة والكآبة المرعبة.
فجأةً.. اندفع إلى شُبَّاك التذاكر، اشترى بطاقةً، وسافر معها!
*
٢٠٢٢/٧/٧