لو أمسح دمعكِ
يا أحجار بلادي
وأشتل في غبارها
قلبي
علّ أمطار السلام
تهطل فوق أشجار
الدم
ياوجع الأرصفة
التي آلمت الهواء
ياحزن الشبابيك
التي أبكت القمر
يختبىء الناس في أنفاسهم
وتضمّ الأمّ عصافيرها
إلى حضن شهقتها
والأب يعجز عن تدفئة
الرعشات
خوف يقصم ظهر العمارات
الأرض تستجير بالأفق
والليل يلوذ بشقوق الانفجارات
بلد يتعرض للشواء
ورائحة الشمس تعجّ
بأنوار الشهداء
ما عاد في أوردة الرغيف
قوتٍ
ولا في أصابع الندى
نجوى السهاد
وأمي تحتمي من حمم الطائرات
ببعض ما حفظته من تعاويذ
أمي لا يهون عليها الموت
وأولادها نثرتهم الحرب
يحاربنا دمنا
ويذبحنا ساعدنا
ويطاردنا ظلنا
وندعوا الخفافيش يسكنوا بيوتنا
نستجير بالخونة
ياملائكة الله ..
أوصلوا شكوانا للخالق
بلا نقص أو زيادة
تآمر علينا من أحبابنا لنا
وأشقاؤنا اقتسموا دمنا
ويضحك بنو صهيون
من غباء تفتحت أوراقه
في بساتين وجداننا
نحن من نقتل نحن
وندمر ماشيدناه على مرّ التاريخ
حللنا علينا ذبح الأهل
وافتينا بانتهاك أعراض أخواتنا
وعلقنا أطفالنا على غصن الهاوية
صار الموت ينفر منّا
وتركتنا المقابر ولاذت بالفرار
وما زلنا ننتطر أيدي المؤامرة
علّها تشفي غليلها منّا
لو أمسح دمع بلادي
لأنني أخجل منه *.