تخرج من حواشي البؤس
تخرج من تضاعيف القهر
امرأة تأتي من زمن ولى
تكتم جراحها
تلملم تاريخ نبوءتها
وجع معلن في مدى عينيها
ليلها طويل
طويل..
بلا أجنحة تطير
صدرها حرائق مشتعلة
وغيم مثقل بجمر الانتظار
وغيث مؤجل
في جوفها وجل
تحاصر شفتيها قصيدة
عنيدة
وإن قالت
لا تقول إلا ما أوحي إليها
تترك الباب مواربًا
تختفي وراء جدران خرساء باردة
من الكهف
تخرج تتبعها تَاؤُها
نادت
حذرت
أنذرت
قالت أرى
أشجار بلدتي تموت واقفة
أرى فرسان بلدتي
يدفنون رؤوسهم في الرمال
أرى سيوفهم مغمدة في صدر نبوءتي
أرى سياطهم تجلد ظهر قصيدتي
أرى قيودهم في يدي
ولا بحر في بلدتي
ولامركب ألقي إليه شراعي
هذا الغامض الخفي ينبئني
أني والمطلق واحد
لاحدود لرؤيتي
قالوا
عرافة
قديسة
نبية مرسلة
أنى لها الحكمة !
الذاكرة
اللغة
خرف وهذيان وثرثرة
لا ملاذ لها هنا
ماكذبت عيناها
بل هم كذبوا
لاتتواري
إن خذلوك
وتغادري
فلن يستطيعوا قلع عينيك
وصلبك بباب المدينة
فأنت الحقيقة
الحقيقة أنت.