لصحيفة آفاق حرة:
إضاءة على رواية
“ميرامار” للروائي “نجيب محفوظ”
بقلم الروائي – محمد فتحي المقداد
قوَّة الأدب عُمومًا تأتي من مادَّته وموضوعاته التي تُعالج قضايا النّاس، وبما يفتح أمامهم آفاق رُؤاهم المختلفة لمعاينة الزَّوايا المعتمة، أو بمحاكاة المسكوت عنه ليس سهوًا بل قصدًا، وبما يُقدِّم من محاولات لحلول ربَّما تكون جزئيّة، أو بما يُلامس مشاعرهم وأحاسيسهم.
ومن هذا الباب تأتي رواية “ميرامار” للروائي “نجيب محفوظ” التي صدرت بطبعتها الأولى عام 1967، وتُرجمت للإنجليزيّة 1978. “نجيب محفوظ” المولود 1911 في حي الجماليَّة بالقاهرة. يُعدُّ من أشهر الروائيِّين العرب في العصر الحديث؛ وهو أوَّل عربي يحصل على جائزة “نوبل” في الآداب 1988.
(ووفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث “شوقي بدر يوسف” في دراسته لسيميائيَّة العنوان عند نجيب محفوظ فقد جاء عنوان هذه الرواية “ميرامار” من مُفردة واحدة، ترك لها المؤلف مسؤوليَّة تحديد الرؤية وفرض المعنى المبثوث داخل المتن الروائي ومفرداته، وكان التركيز على المكان الذي يُدير من خلاله رؤيته لواقع الحياة الاجتماعيَّة في حياة الشُّخوص والأحداث التي تجري فيه) منقول.
مدينة الإسكندريَّة هي مسرح الحدث الروائيِّ وحركة أبطال رواية “ميرامار“، من بنسيون “ميرامار” ونفس العمارة لها الاسم مع المقهى. أمّا أصل كلمة “بنسيون” فإنَّها فرنسيَّة تعني النُّزُلْ, عادة ما يكون بيتًا عاديًّا ليس مُصمَّمًا للإيجار، ويقوم صاحبه بتأجيره، وغالبًا ما يُقيم مع المُستأجرين.
والبنسيون المكان الذي جرى فيه معظم الحدث الروائي، واللقاءات والحوارات والسّهرات، مكان جمع شخصيَّات وأبطال الرواية تِباعًا، بتسلسل منطقيٍّ من خلال خمس شخصيَّات، توزَّعت حركتها وتفاعلاتها وانفعالاتها السلبيَّة والإيجابيَّة على خمسة فصول. شخصيات الرِّواية تلتقي على غير موعد مُسبق في بنسيون ميرامار، على الرَّغم من اختلاف أماكنهم ونشاطاتهم وأفكارهم وسلوكيَّاتهم، إلا أنَّ هناك رابطٌ جميع بينهم: دافع البحث عن الأمان والدفء والاستقرار حتّى ولو كان مُؤقَّتًا، فرارًا وهربًا من ماضٍ غير سعيد، وطلبًا لطيه وإخفائه في غياهب النسيان في مكان هادئ؛ اعتقد الجميع بأنَّ البنسيون هو المكان الذي يُلبِّي طموحاتهم ورغباتهم والرَّاحة.
أمّا فضاء المكان الروائيِّ فهو البنسيون، أو هو بمثابة الفندق، يعدُّ مكانًا مُغلقًا، وذلك حصر الحدث الروائيُّ، وذلك تلبية لكل شخصيّات الرواية التي أرادت الانغلاق على نفسها، والابتعاد عن أماكنها الأصليَّة، ولكلًّ منهم سببه الخاصّ به للقدوم للإقامة في البنسيون. تعتبر الأماكن المغلقة للإقامة المؤقتة للزوَّار والسُيَّاح العرب والأجانب، وكأنّ الكاتب أراد الإشارة بذكاء إلى عدم الاستقرار في الرِّواية.
ليفتح لهم الروائي”نجيب محفوظ” فضاءً مفتوحًا مثل: (الكورنيش. الحدائق. الأسواق. والمحلات التجاريَّة)، وذلك لاستكمال حيثيَّات الرواية التي لا بدَّ منها بشكل منطقيٍّ للقارئ، ولاستكمال سير خطَّة الرواية بإقناع كأنَّه الحقيقة والواقع أو شبيهه، والمكان الروائي هو فضاء مُصغَّر مُقتطع من الفضاء الاجتماعيِّ الواسع، والذي لا يمكن فرد الحدث الروائي ونثره وتشتيته في أماكن كثيرة. يُشار إلى أنّ نجيب محفوظ عالج مواضيع ذات أهميَّة بالغة تمثَّلت بملاحظاته الدَّقيقة، المُصوَّبة على المتغيِّرات الاجتماعية العميقةـ التي أحدثها مجيء ثورة يوليو 1952م، والانقلاب الشّامل لحياة الشّعب المصريِّ، والانتقال بهم بقفزة نوعيَّة إلى التفاعل الجماهيريِّ الواسع مع قيادة الرَّئيس “جمال عبد النّاصر“، وعند مجيء عهد جديد لا بدَّمن الخاسرين والرّابحين المُستفيدين، والحديث بوضوح مرّة، ومرّات أخرى بالكنايات المُرَمَّزة؛ للتعبير عن أفكار الناس البُسطاء والوجهاء والسياسيِّين، ومشكلاتهم الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة، لكافَّة طبقات المجتمع التي تَلَت الثَّورة.
الفصل الأوَّل:
بدأ بشخصيَّة “عامر وجدي” العجوز الثمانينيِّ، الصحفيٍّ المُتقاعد فاته قطار الزواج أيَّام شبابه، ولم يتبقَّ له من الأهل والأصدقاء، فذهب لبنسيون “ميرامار” المكان قديم انقطع عنه لخمسة وعشرين عامًا، أراد أن يقضي بقيَّة حياته في هدوء، وهو شخصيَّة محوريَّة، فتداخلات الحدث الروائيِّ عبرت من خلاله، وامتدَّت لتتواصل بالرَّبط مع باقي الأبطال والشخصيَّات صانعة الحدث، وبذلك يكون “عامر وجدي” حكيم الرواية، العقل الواعي المُدرِك لما يدور ضمن دائرته الضيِّقة داخل البنسيون وخارجه، بما يمتلك من خبرات، ولم يبخل بنصائحه الصّادقة للجميع، بلا طلب مصلحة شخصيَّة له، فكان يعرف كلَّ ما يدور ويُحكى وخفايا، لأنَّهم ارتبطوا به، وبما يمتلك من كاريزما فقد كان موضع ثقة الجميع.
الفصل الثاني:
حسني علام، من الوجهاء في محافظة طنطا. وهو أحد ملاكي الأرض الكبار، ويحوز على مئة فدان ورثها عن أبيه. لجأ للبنسيون تاركًا طبقته الأرستقراطيَّة، للهروب من ذل قريبته التي رفضت الزَّواج منه، عندما وصفه بأنه: شخص غير مُثقَّف، وأن المئة فدَّان التي يملكها باتت في مهبِّ الرِّيح؛ فصدمه الشُّعور الخالِ من الحبِّ الحقيقيِّ والعاطفة. وله أخٌ يعمل سفيرًا لمصر في إيطاليا، وأنَّ أخته زوجة سفير مصر في أثيوبيا. يمتلك سيارة فورد فارهة لاستخدامه الشخصي. بالطبع سهر وخمر ونساء.
الفصل الثالث:
منصور باهي: مذيع يعمل في محطة راديو الإسكندرية، جاء من القاهرة يعد ضغط من أخيه ضابط الشرطة الكبيرة، بعدما حصلت حملة اعتقالات في القاهرة للحزبيين الوفديين والشيوعيين، جاء من فوره إلى البنسيون بتوصيه من آخيه إلى صاحبة البنسيون المدام ماريانا.
الفصل الرابع:
سرحان البحيري: وكيل حسابات شركة الإسكندرية للغزل والنسيج. كُفّت يده عن العمل في وظيفته، بعد عملية اختلاس لكميات كبيرة من خيوط الغزل، لبيعها في السوق السوداء. بالتآمر مع المهندس المشرف على المشروع “علي بكير”. وعند تنبُّع السبب وراء لجوء سرحان إلى البنسيون، للبحث عن اقتناص فرصة يربح من ورائها صفقة كبيرة، حلم الثَّراء يسيطر على حياته، كما أنَّ فشله العاطفيّ أثناء دراسته الجامعيَّة، جعله يسعى لتحقيق تجربة حب حقيقي؛ لينسى بها مرارة فشل تجربته العاطفيَّة، وقد تحقَّق له ذلك في شخصيَّة “زهرة”. طبيعته الانتهازيَّة غير الجادَّة في أخذ الأمور على محملها الصَّحيح والمنطقيِّ، أفشلت سعيه الحثيث بلهفة وراء الحب، وكان من الممكن أن يُتوج بالزواج، وفقدان زهرة وأشياء ثمينة أخرى.
الفصل الخامس:
عامر وجدي: من الملاحظ أن رواية “ميرامار” افتتحها “عامر وجدي”، واختتمها “نجيب محفوظ” يفصلها الخامس ب”عامر وجدي”؛ فهل جاء هذا من قبيل الصدفة؟.
بالقطع لا أبدًا، كما تقدم فإن “عامر وجدي” هو الشخصية الثابتة في البنسيون، مع صاحبة البنسيون المدام “ماريانا” اليونانية الأصل، والتي ارتبطت بشخصيَّات كبيرة ونافذة من مختلف أنحاء مصر.
“عامر وجدي” العقل الواعي، حكيم الرواية، يحتكم إلى عقله في تصريف شؤونه، وفيمن يتعامل معه، بإسداء النصح والتفكير العقلاني، يحب الهدوء والرومانسية، وهو خريج أزهري قديم، وهذا لك يمنعه من السهر مع النزلاء “ليلة أم كلثوم” من كل شهر ضمن احتفالية الطرب والخمر.
الشخصيات الثانوية:
*طلبة مرزوق: وكيل سابق لوزارة الأوقاف، لم يفرد له نجيب محفوظ فصلًا خاصًّا به؛ فكان دوره مُكمِّلًا لأدوار الآخرين، رغم أنَّه تشابكت شخصيَّته بعلاقات في معظم صفحات الرِّواية، مع الشخصيَّات التي قادت الحدث الروائيِّ. و”طلبة مرزوق” ترك القاهرة للتخلُّص من ذلِّ وعار لحق من مصادرة الثورة لأمواله المنقولة وغير المنقولة، ووضعها تحت الحراسة. وليستجمَّ ويُروَّح عن نفسه بلقاء عشيقته القديمة ذات العيون الزرقاء “ماريانا“.
*ماريانا (المدام): صاحبة البنسيون، وهي يونانيَّة الأصل، مات زوجها عنها، وبقيت بعد الثورة تعيش في الإسكندريَّة، ولم تغادر مثلما غادر أكثر الأوربيين مصر. فهي صاحبة شخصية قوية وذكية، إضافة إلى جمالها أيَّام ما كانت في عزِّ شبابها.
*زهرة: بنت ريفيَّة من طنطا، كان والدها يُورِّد للمدام صاحبة البنسيون منتوجاته من الألبان والأجبان والبيض البلدي ، بشكل خاصٍّ للمدام، وبعد وفاته أراد والده وهو جدُّ زهرة تزويجها من رجل يكبرها بكثير وهي ما زالت طفلة، رفضت أمر جدَّها وهربت من قريتها إلى الإسكندريَّة، والتجأت للعمل في البنسيون كخادمة عند مدام ماريانا.
*محمود أبو العبَّاس: بائع الجرائد الذي يمتلك متجرًا لبيع الكتب والمجلات والجرائد على اختلاف أنواعها، ومن خلال عمله تعرَّف إلى “زهرة“، التي كانت تأتي كلَّ يوم لشراء الجرائد من أجل زبائن البنسيون، وأراد محمود خطبتها، لكنَّها رفضته، لما سمعت رأيه الصَّريح بالمرأة بشكل صريح، أثناء حديث جانبيٍّ له مع صديق له. وشخصيَّة زهرة في الرواية، أدخل نجيب محفوظ شخصيَّة محمود؛ لإضفاء المزيد من الإثارة والتشويق، لإحكام الحبكة حول زهرة بمتانة.
*دُريَّة: زوجة فوزي الأستاذ الجامعي المعتقل بسبب انتمائه للحزب الشُّيوعي، تزوَّجته عندما كانت طالبة عنده، بينما تجاوزت علاقة الحبِّ التي كانت تجمعها بــ “منصور باهي“، عندما كانا طالبيْن في الجامعة، وبعد اعتقال زوجها فوزي عادت العلاقة مع منصور، الذي كان يتردَّد عليها، ظاهرًا ليتفقَّد أحوالها على اعتبار أنَّهما من نفس التوجُّه السياسيِّ للتيَّار الشُّيوعيِّ. إلى أن وصل الأمر بها طلب الطلاق من زوجها المعتقل، لتتزوَّج من منصور باهي، الذي رفض موضوع وفكرة الارتباط بزواج رفضًا قاطعًا، لتنقلب حالة الحب إلى عداء بينهما وجفاء. خيرًا أنتطلب الطَّلاق من
*عَلِيَّة: البنت المُعلِّمة التي جاءت لتعليم زهرة مبادئ القراءة والكتابة، مقابل أجري ماديِّ تتقاضاه عن عملها هذا مدرس خصوصيِّ، ذات يوم كان الدَّرس في صالة البنسيون، وقد استرقت نظرة ذات معنى من سرحان البحيري الذي التقطها بسرعة خبير مُتمرِّس، وراقبها ذات في اليوم في السُّوق ودعاها لتناول الشَّاي معًا في المقهى، واتَّفقا على الزَّواج، رغم اختلاف أهدافهما، هي تبحث عن زواج، وهو يبحثُ عن علاقة عابرة. أما انتهازيته فقد ذهبت به إلى ثرائها وأموالها التي ستجنيها.
*صفيَّة بركات: بنت متهورة في علاقاتها. كان يعرفها المهندس “علي بكير” وكان يسكن معها، إلى أن بدأت علاقته مع سرحان البحيري، الذي بدوره تعرّف إليها، وأصبح يتردد عليها من حين لآخر، إلى أن أخذها معه إلى البنسيون، ولها دور في تأجيج الغيرة في قلب زهرة، المر الذي أثار العراك لأول مرة مع صفية، وسرحان البحيري، وتدخل فؤاد علام الذي تعرف أيضًا إلى صفية بركات، وضرب سرحان، ومن ثم تدخَّل منصور باهي في العراك.
* رأفت أمين: ظهور عابر في آخر الرواية (ص157) صديق المهندس “علي بكير” التقاه سرحان البحيري في حانة “جورج”، وأثناء حالة السُّكُر الشديد بعد خروجهما من الحانة، وأثناء المشي على الكورنيش: “قل لي في الثورة ما تشاء، لا أنكِر قوَّتها الشَّاملة، ولكنَّ الشَّعب مات بموت الوفد“.
ملاحظة لا بد منها:
عناوين الفصول الخمسة جاءت بأسماء الأبطال الأساسيِّين الأربعة. وهذه لعبة “نجيب محفوظ” الحاذقة في البناء السرديِّ الذي اعتمد على قدرة الأشخاص بقيادة الحدث الروائيِّ باقتدار، وبأداء مُقنِع للقارئ بحيث لا يشعر بالملل، لطبيعة الحدث الذي سار بتوازن في مسار حافظ على تسارعه في معظم جزئيَّات الرِّواية، بالوصول إلى نهاية طبيعيَّة، من الممكن وصفها، بأنَّ المُجرم لا بدَّ أن ينال جزاءه، وليس هناك جريمة متكاملة أبدًا، وأنَّ من يتذاكى على الآخرين، هناك من أذكى منه يسبقونه بمسافات.
الخاتمة:
المرأة والثورة يُشعلان الوجود، والمرأة بذاتها جموح ثورة الوجود بأكمله، زهرة وثورة يوليو أشعلتا الخطَّ الروائيَّ، بينما زهرة أشعلت عواطف جميع نزلاء البنسيون منذ لحظة مجيئها، وهو ما شكّل عقدة الذّروة الدراميَّة، لتقرر مدام ماريانا صاحبة البنسيون: “لقد سقط النحس على البنسيون، إني واثقة من ذلك، وعلى زهرة أن تذهب؛ فلتبحث عن رزقها في مكان آخر” ص274. شخصيَّة “زهرة” تُعتَبر هي العمود الفقريِّ للرواية، لأنَّها نقطة تشابكات الحدث والتصعيد في الرواية، وحولها تمحور الحدث ومنها وبسببها انطلق.
البنسيون كان ملتقى الفشل والهروب من الواقع، وبالبحث عن العوامل النفسيَّة للأبطال تتبدَّى هذه الحقائق واضحة جليَّة في ثنايا رواية “ميرامار“. في ليلة رأس السنة عاد طلبة والمدام في حالة سكر شديد، جرَّها من يدها إلى غرفته، بينما “عامر وجدي” يراقب المشهد بتحسُّره على ما فات من شبابه، وفي الصباح كان ينظر إلى طلبة الذي انفجر بالضحك، وقال: “لقد كان فشلًا مُزرياً، حاولنا المستحيل، فعلنا كلَّ ما يُمكن تخيَّله، ولكن بلا فائدة، ولمَّا تجرَدت من ملابسها، تبدَّت كمومياء من شمع مُذاب. فقلت لنفسي: يا للتعاسة. وإذا بآلام الكِلى تنتابها..!!، تصوَّر، وبكت، واتَّهمتني بأنّني أُمثِّل بها” ص280.
وختمت الرواية بمقتَل “سرحان البحيري” منتحرًا بقطع أوردة يده بموسى حلاقة، بينما اعترف “منصور باهي” بقتله أمام الشرطة بعد أن سلَّم نفسه. إلى أن جاء تقرير الطب الشرعيِّ، بأنَّ موت “سرحان البحيري” ما هو إلَّا انتحار، ولا فائدة من اعترافات “منصور باهي“.
ورسالة الرواية واضحة بجلاء: الاختلاف حول ثورة يوليو بين مؤيد ومعارض، لكن الجميع يظهرون التأييد العلنيِّ بسبب الخوف، بينما تحت الستار يتحرك المعارضون لها بالخفاء، والانتهازيون اقتنصوا الفرصة للفوز بالمناصب والمكتسبات والسَّرقات. جاء على لسان “طلبة مزوق” في معرض حديثه بعد مقتل “سرحان البحيري” الذي انقلب على وَفْدِيَّته التاريخيَّة: (أراد أن يقنعني بمنطق غريب، وأكَّد لي أنه لا بديل للثورة، إلَّا واحد من اثنين.. الشيوعيين أو الإخوان؛ فظنَّ أنه دفعني إلى ركن مسدود، ثم ضحك ساخرًا مني، وتابع: ” بل يوجد بديل ثالث. قلت: ما هو؟. قال “أمريكا: قلت بغيظ: أمريكا تحكمنا؟. قال بهدوء حالم: “عن طريق يمينيين معقولين، لم لا؟”) ص 281.
الرواية بكلِّ المعاني عمل أدبي عظيم، يستحقُّ التوقُّف عنده بالقراءة والتدارُس لاستخلاص وهضم جانبًا مُهمًّا من مشروع “نجيب محفوظ” الروائيِّ، الذي شكَّلت مَعلَمًا روائيًّا عربيًّا يُعتَدُّ به على الصعيد العربيِّ والعالميِّ.
عمّان – الأردن
الجمعة ـــا 26\ 8\ 2022