رَجعتُ إليكَ يَا ربِّي وحــــــيدًا
وأخشَىٰ أن أكونَ بغــــــــيرِ زَادِ
(قُلوبُ العَارفينَ لهَا دَلــــــــيلٌ)
وأعيَاهَا التَّبَتُّلُ فِي فُــــــؤَادِي!
وبالنَّجمِ اهتَدىٰ السَّارِي بلــــيلٍ
ولمَّا تَهتَدِ والصُّبحُ بَــــــــادِي؟!
ظَلامٌ دَامسٌ فِي كلِّ شِــــــــــبرٍ
بهِ دَلفَ الغُزاةُ إلىٰ بـــــــــــلَادِي
رَجعتُ إليكَ يَا ربِّي وحَالِـــــــي
كمَن قَدماهُ سَاختْ فِي الرَّمَـــادِ
هُرُوبًا مِن رَصَاصَةِ كُلِّ بَغـــــــلٍ
مُوجَّهَةٍ إلىٰ صَدرِ الجَـــــــــوَادِ!
لعَلِّي منكَ يَا رَبَّاهُ أولَـــــــــــــىٰ
بحفظٍ مِن فسَادٍ فِي اعتِقَــــــادِ
وألقَىٰ مَا لدَيكَ، ولَا أبالــــــــــي
بمَا حَشَدَ الطُّغَاةُ أو الأعَــــــادِي
فلِلخُسرانِ جُندٌ يَا إلَـٰهِــــــــــــي
وجُندُكَ فِي اغتِنَامٍ وازديَـــــــادِ
وظِلُّ الجَورِ فِي السَّنَةِ اضطِهَادٌ
وظِلُّكَ دَائمٌ دُونَ اضـــــــــطِهَادِ
عَلوتَ وقدرُكُ الأسمَىٰ رَفِيـــــعٌ
ولَا يَسمُو الوَضِيعُ عَلَىٰ المِــهَادِ
إلَـٰهِيَ مَا دَعَوتُ سُوَاكَ حَاشَــــا
لمَخلُوقٍ دَعِيٍّ مِن مُـــــــــنَادِي!
رَجعتُ وإن تَعثَّرَتِ المَـــــــطَايَا
وأقدَامِي حَبوتُ عَلَىٰ الأيَــادِي!
وقَدَّمتُ اعتِذَارًا مُستَفِيـــــــضًا
ومَا نَشَحَتْ سُطُورٌ بالمِــــــدَادِ!
رَجعتُ إليكَ يَا ربِّي لِأنِّــــــــــي
لمستُ مَدَىٰ حُنوِّكَ فِي العِــــبَادِ
ورَحمَتكَ الَّتِي وسِعَتْ شُعُـــوبًا
وأجنَاسًا تَنَاهَتْ فِي التَّـــــمَادِي
سَتَتَّسِعُ انسَلَاخِيَ عَن ذُنُـــــوبٍ
أحَاطَتْ بِي لِأحظَىٰ بالمُــــــرَادِ!