تمشي الدُّروبُ فوقَ انتظاري
وأنا أجلسُ على قلقي
الجهاتُ تُغمِضُ عينيها
الأفقُ يُسدُلُ جناحيهِ
والهواءُ يُغلِقُ نوافذَهِ
تمتدُّ الصّحارى على سعةِ قوايَ
تنهارُ الخيبةُ على خطوتي القاحلةِ
جفافُ الماءِ شرسٌ
أنيابُ النَّسمةِ جارحةٌ
ومخالبُ الصبرِ حارقةٌ
أقِفُ على قمَّةِ الانهيارِ
أحدِّقُ بشهقتي
أتأمَّلُُ هزيمتي
أراقِبُ انغماسَ النَّارِ بأنفاسي
وأصرُخُ ملأَ صمتي الحارٍّ
أنا ابنُ الثَّورةِ الخائنةِ
الثَّورةٍ الَّتي تبيعُ دمَ شهدائِها
وتقايضُ أبطالَها بكأسٍ من لذَّةٍ
فسادُ أمراءِ الحربِ فوقَ الجميعِ
لننتصر على الطّاغيةِ
علينا أن نمجِّدَ ألفَ باغٍ وشاذٍّ
ونتباركَ بمنْ يغتصبُ شرفَنا
هي ثورةٌ أنجبتْ لنا التَّشردَ
صار فيها الحمارُ حكيماً
والرّعديدُ قائداً
والعاهرُ مرشداً
اتهموا الضَّوءَ بالزَّندقةِ
فقتلوه
شهدوا على الماءِ بالكفرِ
فجلدوه
تآمروا على الأكسجينِ
فخنقوه
احتالوا على الخبزِ
فخطفوه
وبحجّةِ مخافتِهم على الفقراءِ
منعوهُ
وباعوهُ للفاسدينَ الأشاوسَ
بأثمنِ الأسعارِ .