ستمرُّ من دربِ الحقيقةِ مثقلًا
بالأنبياءِ وفي يديكَ رشادي
ستمرُّ كالمعنى الرشيقِ على فمي
ترنيمةً صوفيّةَ الإنشادِ
ستمرُّ من بينِ الحرائقِ نافخًا
فينا الحياةَ – وقد دعاكَ رمادي
تستفتحُ الآتي بضحكةِ طفلةٍ
مخلوقةٍ من سدرةِ الأمجادِ
وتجزُّ شَعرَ الحربِ حتى لا نرى
موتًا يدرُّ المالَ للأوغادِ
إنّي انتظرتُكَ ألفَ صبرٍ موغلٍ
بالأمنياتِ وما سئمتُ عنادي
كان العروجُ إلى مقامِكَ حافلًا
بالمعجزاتِ وكنتَ أنتَ الحادي
وأنا انتماءٌ في ثراكَ مخلّدٌ
أنضجتَ عنقوي فطابَ حصادي
ولسوفَ أبقى في ظلالِكَ ملهمًا
وأرى وجودَكَ غامرًا أبعادي
فالمعتمونَ على اختلافِ دروبهِم
ضلّوا الطريقَ وفاتَهم ميعادي
وأنا الذي رممتُ مضماري بهم
أقسمتُ ألّا كبوةً لجوداي
فبكَ انشطرتُ وقد تسلسلَ نازفي
شعرًا فكانت لحظةَ الميلادِ
تنتابُني نجواكَ، تلهجُ مُهجتي
عشقًا تألقَ في نزيفِ مدادي
فتنطَّقَ القلمُ المتيّمُ قائلًا
سبحانَ من جعلَ الجمالَ بلادي