لا الزمانُ ولا المكانُ مناسبٌّ،
للِّيلِ رائحة الحريق
وللضحىٰ لون التعري،
للمدى والطقس أشداقٌ كأفواهِ اللّظىٰ
للماء صوت غير ما اعتاد التراب
وللرياح بيارقٌ كأعنِّةٍ تقتاد
افواج السيول
إلى مصبّات الضياع….
لوكان لي ألّا أكون كما أنا
لأَعدْتُ ترتيب ارتيابي
فوق أهداب الشعاع…
وقلت للتاريخ أني عاشقٌ لاشاعرٌ،
قد اجرح المعنى مصادفةً
بحرفٍ أو بفاصلةٍ فتشكُوني
القصيدة في غيابي للّتي
صبغت ظفائرها
بدمعة عاشقّ تعبىٰ
لتزداد الظفائر حلكةً
وتصير ناصعة السواد
كأنّها غسقٌ تساقط
فوق أكتاف القلاع….
ولا الزمان ولا المكان مناسب
ليكون لي كالأخرين
مصادرٌ وتذاكرٌ
حتى أجاهر بالرحيل
وأحمل الدنيا على كتفي,
وأصقل حاضري بقصيدةٍ لهفىٰ
يحاصرها سرابٌ
لايكفُّ عن الخداع….
وقلت يانفسي استريحي برهة
لم يكتمل تيهي استريحي
واستعيدي ما تناثر من خُطايَ
وليس لي الا نشيد جفّ في حلقي
كحبر جفً في رئةِ اليراعِ…..
عبده سعيد قاسم