الخضر يظهر في مدينة الحلم رواية ل محمد سالم مهدي

رواية تطرق سير الوجود وتنوع الحياة وثراؤها…صوفية متجردة تتعامل مع الباطن والظاهر
تمرد البطل في غربته وهو يحلم بالتغيير

كتب/صديق الحلو
1
يحق القول ان البلاغي يلبس الافكار كلمات مناسبة ويعني ذلك ان الافكار سبق لهاوجود
بما يكفي من اكتمال لنحكم
انها الآن تلبس بشكل مناسب
فلو انها كانت موجودة فقد كانت في كلمات ربما في كلمات اخري اقل مناسبة
ومن هنا كان البلاغي متحسن
عبارات .
والسارد من جهة اخري اذا جاز لي النقل عن د/دبليو هاردنق يريد الوصول الي فكرة قبل ان تكتمل فكرة
قبل ان تستقر في كلمات
لديه نري ايجاد الكلمة والتفكير بالفكرة يبدآن معا
ولاتكون النتيجة بالضرورة مفردات جديدة بل لغة جديدة بالمفردات ايقاعات جديدة.معني جديد.
فهاهو محمد سالم مهدي باتيانه بالجديد عبر عن مجتمعة
الآلام والاحلام بغد افضل
في ظل ثورة بهرت العالم.
ان الناس الذين لا يؤمنون بالحلم انقضوا علي ثورة الحلم.الثورة عملوها المزيانين وخطفها الذئب
محمد سالم هو الآلة التي نعزف عليها جميعا اعذب الاناشيد يكتب الشعر والقصة القصيرة والرواية
فهو المعبر عنا بصدق وهو روح امته يتفاعل مع افكارنا اهواؤنا ومخاوفنا
طموحاتنا الصغيرة وآمالنا العراض.
كلنا نرمي عليه رغباتنا.نزعاتنا
تصوراتنا ويتحملها بروح المبدع الخلاق دون كلل او ملل.
يستوعب حماقاتنا دون تكلف
ويخرجها لنا دون ملق يفرحنا
بانجازاته تكبر البسمة عندنا
لنضحك رغم ركام الزمان الرديء.
الخضر في مدينة الرمل
ظللت اعيش هناك لم ارحل ابدا.
كان جسدي معلقا بين الزمان والمكان كقصيدة تنتظر شاعرها.
محمد سالم بما يحمله من صدق يبحث عن الحقيقة
المجردة وديدنه الغور في خبايا المجهول والبحث في اعماق الارض منقبا عن مزايا امته وعن كلما هو اصيل
صادق مع نفسه ومع الآخرين
يعبر في ابداعه بنكهه صوفيه
تحس انه لايتكلفها وانما تنبع
منه شعاع يعانق روحه المحلقة في سماوات الصوفية العليا النفخات والاشراقات.
سرده هنا مرآة صادقة للصوفي المتجرد الذي يتعامل مع الباطن والظاهر
فئ ثنائية مدمجة كاروع مايكون الامتزاج.
قلت انا الخضر:قالت:الجدة كذاب اشر
قلت لا.حقا ان اسمي الخضر
والبو عزيزي طائر الفينيق
جسد من نور ونار يحاول التحليق.
اننا نستمتع بسرد محمد سالم كما نؤدي طقوس دينيه
هذه الرؤية كقيمة تجعلنا لانخشي البحث عن جدوي السرود
ويشركنا مبدعنا الشاب في مواقفه من الحياة التي يعبر عنها في تعابير منسجمة مع ذات المبدع والمتلقي هذا
الانسجام الجميل نظل نداعبه فهو طفلنا الصغير وانكساراتنا
التي نداريها وانساننا غير العادي.

2
البحث عن مدن ليلي
الخضر والحلول في موسي والجدة…
ارواح متصاعدة
ليلي وليالي الوله
تراءت لي الحياة وسط سراب الحلم.لمحت النيه فمشيت ابحث عن شيء غائب كما يظهر الخضر دائمًا ويغيب.
وعلم آدم الأسماء كلها….
محمد سالم غير في الشكل كما في المضمون فهو متمرد علي التقليدي الكلاسيكي والقديم
تمرد تحسه في غربته التي يحياها والحزن الشفيف الذي يطل عبر مفرداته فهو يصور الواقع وحالم برؤية حركة التاريخ في تغيرها.
المتتبع لرؤي محمد سالم وتطورها يستطيع أن يؤكد بانه
واع لسير الوجود وتنوع الحياة وغناها.
ان اعتزاز محمد سالم بعمله
وثقته فيه رغم الشد والجذب
بين التراث والتجديد بين الرفض والقبول بين الماضي والمستقبل فانه لايقف كثيرا
في هذا التنازع وينحاز للراهن بكل حيويته دفئه ومحتواه
حيث الواقع الحقيقي هو عصرنا الذي نحياه رغما
عن حلمه بالمدينة الفاضلة الان ابداعه الاصيل يتحرك في كل الاتجاهات معبرا عن كل الفئات
المبدع هنا في بحثه الدائم والدائب عن قيم الحق والجمال والحرية في سرده قد وصل لآفاق بعيدة بارتباطه بالارض وبالانسان اينما كان ووقوفه بجانب العدل وهو يعرف ان الادب ليس ترفيها ولاشهرة وانما عامل من عوامل التغيير وتعليم الناس والحث علي تطور قيمهم
الايجابية.
رغم الزمان الرديء والضياع
من حولنا فان مبدعنا هو الواحة المستقرة والجزيرة الآمنة في هذا الطقس الشديد التعقيد.سياتي الخضر منقذا وكلنا في انتظار الخضر
محمد سالم في بحثه الدائم عن خلق أجواء مريحة وعذبة
عندما نستلقي في فراشنا الوثير نقرا الخضر يظهر في مدينة الحلم
تاخذنا المتعة الفنية ونحلق في سماوات الابداع الرحيبة
لنعيش مع الكاتب المؤلف ربيع عمره والربيع العربي
في ثوراته التي سيخلدها التاريخ.
وكاتبنا هنا كالشمعة المحترقة
ابدا ليبدد الظلام وينير الطريق للآخرين.
محمد سالم وهو يسترجع ايامنا القديمة يرسم بريشة الفنان كل ملامحنا وهو ينفذ الي الجوهر ليصور احلامنا
الصغيرة وطموحاتنا البكر وفتات اجزاؤنا التي نخبؤها.
فهو في اوج حيويته وعنفوانه
واندفاعاته كسيل منفلت اخرج لنا رواية رائعة وجديدة في فكرتها ومحتواها
انك عندما تقرا ل محمد سالم تحس بالتساؤل وبخفقة شدو
العصافير ودفق الشعور يملأ الانف بهذا الخصب الذي يتولد من القرب والدفء
يعمك الجنون وانت ترغب في امتلاكها
تنتابك الافكار النيره
وتتمني ان تتجرد من كل شيء
وتصيح وجدتها.
لقد زرع محمد سالم في وجداننا وقلوبنا عشقا كالصاعقة جعل لحظات الود تتجذر كلما اقتربنا من الضوء
ويزداد ودنا اشتعالا
ولابد ان نبتعد مسافة حتي لانحترق
تقرأ الرواية يشدك السرد
كشدو الحنين
يجذبك تنساب مترفقا بين معانيها يطل ذاك الاشعاع الذكي
تلتمع عيناك تبلل شفتاك
وتغيب معها وبها في التهام طويل والتحام
تقول رواية الخضر يظهر في مدينة الحلم اشياء كثيرة وفي غمرة الكلمات تبدو المعاني اكثر حده تختصر اجيالا باكملها.

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!