كانت الساعة العاشرة ودقيقتان حين عرفت خبر ارتباطك
و في الحادية عشر وربع اعددت قهوتي
في الثاني عشر جلست امام الغُرفة ، اُدخن الصمت والعزلة الناعسة
الواحدة منتصف الليل مزقت الصور القديمة
الثانية بعد منتصف الليل ، اعددت كوب قهوة اخر
الثالثة كوب اخر
الرابعة كذلك
الخامسة اخذت دشاً
السادسة فتحت كتاباً ولم اقرأ به حرف ، ظللت مُسمر على الصفحة الثامنة والاربعين
انتظر الساعة السابعة للذهاب الى العمل
هل فعلت شيء مختلف ؟
لا اعتقد
كرجل مصاب بالأرق ، اعتاد أن يجادل الليل حول جدوى ارتداء الاسود بترف
كرجل يداهمه الملل ليلاً
فيقطع اصبع ، او اصبعين ليوقف نفسه اجبارياً عن الكتابة
لم يكن امراً ذا شأن
الفرق أنني
كنت مدرك للوقت لأول مرة
لثقل العقرب الذي كبر فجأة ، لم يعد يلتهم المسافة بنهمه القديم
انتبهت للقهوة التي اصبحت مُهدد حقيقي لصحتي
انتبهت الى السيجارة التي امتص دخانها ، و تمتص مني فرصة أن اعيش اكثر
واثمل اكثر
كانت الساعة العاشرة من اليوم التالي لارتباطك
اللحظة التي اعددت فيها قهوتي ووضعت علبة السجائر ورحت افكر
لقد مضى وقت طويل منذ إن قبلنا بعضنا
تحتاجين الآن الى قُبلة
حتى ولو من كلب ضال
و قد مضى وقت طويل منذ أن شكوتي لاحدهم أن اصبعك اصيب وانت تُقطعين الخضار
كنتِ بحاجة لفم يمتص اصبعك ليزهر
لقد مضى وقت طويل جداً منذ إن تشاجرنا
تحتاجين الى تجديد حالتك على الصفحة الشخصية
” بأشعر بالألم ”
حتى ولو كان الثمن ألم رجل اخر
لا يمد لسريرك باعتذار
ثم رحت اُفكر في اشياءنا القديمة
في انك ستلعقين اذنه وهو يستلقي جانبك ، ليسمع صوت الماء في البحر الذي تشكله الحوجة اللفيفة في ذروة العناق
فكرت في أن اذني يجب أن تُقطع الآن لكي لا تنصت لفمك وهو يلعقها في اخر
فكرت في اصابع رجلك وهي تركل ظهره حين يستلقي اطراف السرير ليجري مكالمة
تلك الركلة التي تشبه محاولة دفع احدهم عن امام قطار كاد أن يدهسه
أنها الركلة التي لطالما اعادتني سالماً من ذاكرة ، من موت ، من خيانة غير متعمدة
فكرت في ظهري
علي أن انزع هذا الظهر ، لأنتحر بطريقة آمنة من أي اغاثة
ثم فكرت في أنك
ستخبرينه بأن الاشياء ستكون بخير
وسينصت
ثم سيجد اشياء كثيرة ليحيا لأجلها ، من ضمنها أن يسمعكِ تكررين مرة اخرى على مسمعه
” الاشياء ستكون بخير ”
فكرت بأنني بحاجة الى رب اخر ، يكذب ما قالت ، لادرك أن هذا الكسر حقيقياً
وأن الخير الآن يتوجه لاذن اخرى ، تُلعق برغبة ، وتحاول أن تفكك هشاشة هذه الجملة