آفاق حرة – ليبيا
هون / ليبيا
متدثرا بالجمال والتنوع، أسدل مهرجان الخريف السياحي الدولي بمدينة هون (ليبيا) 2022م الستار على فعالياته، تاركاً بصماته في الأنفس والقلوب والذاكرة لكل من زار وحل أهلاً ونزل سهلاً لزنبقة الصحراء هون الجميلة واستمتع بجمال طبيعتها الأخاذ والفريد في هذا الوقت، واستمتع كذلك بفعاليات مهرجانها وبمشاركة فرق الفنون الشعبية والمعارض والعروض وعروض الفروسية التي شكلت اللحمة الوطنية بأكثر من الف فارس من جميع انحاء الوطن و بما تزخر به هذه المدينة من موروث شعبي تقليدي في الفنون والألعاب الشعبية والحرف والصناعات التقليدية الليبية بأصالتها ومفرداتها إن الفعاليات الفنية والثقافية والرياضية والتراثية التي يزخر بها مهرجان الخريف حرص منظموه على أن تضفي على هذه المناسبة مذاقًا تنويعياً خاصاً ، بحيث تحولت هذه المناسبة إلى احتفالية وطنية وعربية وعالمية واسعة النطاق.
املين في هذا السياق من الحكومة الليبية القيام بواجبها ودعمها ممثلة بالجهات المعنية وزارة السياحة والثقافة والإعلام في سبيل التعريف بالميزات السياحية لبلادنا، كما تعمل علي وضع خططًا عديدة لإقامة منشآت سياحية تتوافق وتطلعات السائح، وذلك لتتناغم النهضة السياحية في وطننا الحبيب مع خصوصيات المكان في المناطق السياحية لتشكل هذا العنصر الجاذب لحركة السياحة بما يتضمنه ذلك من ميزات تعود بالنفع العميم على اقتصادنا الوطني، وتوفر فرصًا للعمل من أجل الشباب الليبي المتطلع إلى إثبات ذاته في سوق السياحة الواعد، وبالنظر إلى أن السياحة من القطاعات التي توفر أكبر فرص عمل بين مختلف قطاعات الإنتاج.
ثم هناك كنوز سياحية في وطننا نائمة بانتظار من يوقظها ويزينها ويجعلها في حلة تسر الناظرين، وهي كنوز التشكيلات الجيولوجية والكثبان الرملية والبحيرات وعيون المياه . وبالإضافة إلى مكونات الطبيعة ، هناك الأفكار المتجددة التي تصاحب مهرجان هون السنوي السياحي وتطوير العروض الفنية به والمسرحيات وتطعيمها بأشهر الفنانين الصاعدين المبدعين امتداداً لأكثر من سبعون عاماً من تاسيس فرقة هون للمسرح وفرقة هون للموسيقي وكل مؤسساتنا العريقة الاخري الذين يضفون على المهرجان الكثير
إن السياحة الناجحة هي نتيجة طبيعية لحسن المزاوجة بين ما حباه الله للوطن من محاسن طبيعية، وبين حسن التخطيط لتسويق تلك المحاسن، أي التعاون بين ما هو طبيعي وما هو صناعي باعتبار أن السياحة العالمية صناعة كبرى تدور على ساحتها منافسات حامية الوطيس تكون الغلبة فيها دومًا لمن يحسن عرض ما لديه من واقع ومن أفكار للجذب السياحي. وإذا كان السائح الغربي على سبيل المثال يسافر عشرات الساعات في رحلة إلى أستراليا أو جنوب شرق آسيا، وكذلك السواح العرب إلى أوروبا وجنوب شرق آسيا، فإن من حسن الحيلة أن تنجح الجهات ذات الاختصاص في وطننا في تنظيم حملات وبرامج إعلامية تستند إلى الترويج والدعاية المصحوبة بمشاهد عن بنية سياحية حقيقية في بلادنا من جنوبه جبال اكاكاوس وبحيرات قبر عون وغابات النخيل في الوسط والجبل الأخضر الجميل في الشرق والمدن الأثرية في غرب البلاد صبراته ولبده وإطلاعهم على ما كان خافيًا عنهم من قبل، وشيئًا فشيئًا يصبح السائح نفسه أداة تسويق تلقائية بما اختزن في ذاكرته عن بلادنا الجميلة ليبيا من حسن المعاملة وجمال الطبيعة، وانتظام عمليات الضيافة والتنقل والاطلاع على ذخائر الوطن الليبي ومناطقه السياحية. وهنا لا ننسى ما تنهض به مدينة هون ومهرجانها العريق الذي وضع علي السكه قبل ربع قرن ونيف والعمل مستمر بجهد كبير وبامكانيات وارادة أهلية لإبراز تلك المجوهرات الثمنية المتمثله في عادات وتقاليد هذه البلدة الفريدة في أبهى حلة وأحسن زينة انطلاقًا من شعور وطني راسخ ومسؤولية عميقة يضطلعون بها بكل حب وتفانٍ من أجل نهضة هذا الوطن العزيز في كافة المجالات وبخاصة حسن استثمار خريف هون ودعمه .
وحتى موعد مع مهرجان الحب والعطاء والنماء خريف هون 2023م ، فإن من الحكمة وبإحساس وطني من علي سدة الحكومة أن تبدأ رحلة التخطيط و التفكير والعمل لتطوير المرافق، وإعادة النظر فيما كان ينقص الزوار و السواح ويشكو منه، ليس في ساحة المهرجان وحدها وضيق مدرجها وعدم الرويه الواضحه للضيوف وإنما في عموم المرافق الخاصة بإقامة فعاليات المهرجان ، خاصة وأن الإحصائيات تشير إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد السائحين والزوار سنويًّا، وبالتالي لا بد أن تتواكب حركة التطوير مع هذا الارتفاع.