تمرُ القصيدة تحتسيهِ جِراحُ
والعطرُ ينعسُ والغيابُ صباحُ
توتٌ أسالَ صبابتي وأسالني
زهرًا وعتَّق لوعتي تفاحُ
وصبًا تؤرِّقني وتحفِرُ في دمي
مُذ بانَ طيفٌ والأحِبَّةُ راحوا
يخضرُّ جمرُ في صهيلِ حجارةٍ
ونبيذُ كُحلِ حبيبتي فَوَّاحُ
سَمَلَتْ رحيقَ الياسمينِ بحُسنِها
ورنا إليها بلبلٌ صدَّاحُ
أهدتهُ مِن تَرَفِ الجداوِلِ بسمةً
وترنّحتْ خلفَ الحنينِ جناحُ
دمعُ السنابلِ في غيابِكِ سُكَّرٌ
ودُمُوعُ قُربِك في الهوى أملاحُ
ينسابُ شوقٌ من ترابِ دفاتري
ويذوبُ في حِضنِ السماءِ وشاحُ
دثّرتِنِي بالبُعدِ ثُمَّ وصلتِنِي
لا كتم يُسليني ولا إفصاحُ
قمرٌ تعلّم أن يُضيءَ تأسيًا
بضياءِ خدِّ حبيبتي الوضّاحُ
منهُ اقتنى التوليبُ حُمرةَ بُردِهِ
وتجرّعتُه إلى الثمالة راحُ
عسلٌ خِلاطة فُستقٍ في لحظِها
والرمشُ دون جميعها ذبّاحُ
صوّمتُ روحي أدهُرًا فمنحتِها
فِطرًا بحبِّكِ وانتشت أرواحُ
قُطِّرتُ شوقًا واصفرارُ جوانحي
يروي فؤادًا للهمومِ مُباحُ
كفكفتُ صبري حين عيل وقال لي:
القلبُ ماءٌ والجوى تمساحُ