كُن كَمَا شِئْتَ..!/ بقلم:خليل فلاح

كُن كَمَا شِئْتَ..!

لُذ بذكرَاكَ فالشَّقي مَن تَذكَّر.
يا وفيَّاً لِعَقلِهِ قد تَنَكَّر.

لُذ بِذكراكَ واغتَنِم طَوقَ عَمْرىٍ
فالشِّرَاعاتُ جَوُّها قد تَعَكَّر.

و الدُّروبُ التِّي مَشَيتَ عَليها
صَارتِ اليَومَ كُوَّةً ليسَ أكثَر.

و الصَّبَاحُ الذَّي تَأنَّقْتَ فيهِ
صَارَ أعمَىُٰ بِحزنِهِ قد تَدَثَّر.

والمَدَاءَاتُ تَستَلِب مِنكَ عُمرَاً
نَامَ في كَفِّهِ المَعاشُ المُكَدَّر.
* * *
لستَ تَدري أ سَالفُ الدَّهرِ أحلَىٰ؟
أم سَيَأتيكَ حُلوُهُ إنْ تَأخَّر.؟

كن كما شِئتَ إنَّمَا أنتَ يَومٌ
فَوضَوِّيٌّ بِأمسِهِ قد تَأثَّر.

إنْ تَخَفْ فِيهِ قِلَّةً أو نَفَادَاً
سَوفَ يَأتِيكَ بَعدَهُ ما تَيَسَّر.

لَذ بِذِكرَاكَ و استَعِنْ بالأمَاني
إنٰ تَحَاشَاكَ وَاقِعٌ أو تَعَسَّر.
* * *
أتعَبَ النَّفسَ مَنْ تَمَنَّىٰ رِضَاهَا
أو تَرَضَّىٰ فِعَالَهَا أو تَحَسَّر.

قَد يَكونُ الزَّمَانُ خَصمَاً ضَعِيفَاً
إنَّمَا نَحنُ لا نَعِي الكَرَّ و الفَر.

لا نَرَىٰ فِيهِ مِحنَةً إنْ تَرَاخَىٰ
وَ نَرَىٰ فِيهِ مِنْحَةً إنْ تَنَمَّر.

قَد تَنَامُ الحُظُوظُ في رَاحَتَيْنا
غَيرَ أنَّا نَرُدُّها لِلمُقَدَّر.

و نُغَنِّي إذا الهُمُومُ دَهَتنَا
و نَرَى الخَيْرَ وَاقِفَاً مَوقِفَ الشَّر.
* * *
أيُّهَا المُتخَمونَ جُوعاً و صَمتَاً
مَا عَلَى المَوتِ حُجَّةً إنْ تَأخَّر.

أيُّهَا البَاحِثونَ في جَوفِ لَيلٍ
عَن ضِيَاءّ صَبَاحُهُ قَد تَعَثَّر.

كَيفَ تَرجُونَ لِلنَّهَارِ ظُهُورَاً؟
و ظَلَامُ العُقُولِ فيكم تَجَذَّر.

كَيفَ تَرجُونَ عِزَّةً و امتِنَاعَاً؟
وَ تَخَافُونَ مَنْ طَغَىٰ أو تَجَبَّر.

كَيفَ تَرجُونَ مِن عَدُوٍّ سَلَامَا
حِينَ خَانَ السَّمَاءَ والبَحرَ والبَر.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!