أتسألُ صادقًا عنِّي؟!
وتقفو خطوَ أخباري
وعن أحوالِها تسألْ؟!
علىٰ كُلٍّ..
فقد أصبحتُ
بعدَ فراقِنا أفضلْ
ومِن نفسي…
غدوتُ كنسخةٍ أحلىٰ
وصِرتُ بصورةٍ أجملْ
هي الأقوىٰ.. هي الأمثَلْ
فإن ساءلتَ عن حزني
فبعضُ الحزنِ لا يرحلْ!
أتسألُ مُخلِصًا كيفي؟!
كوجهِ الأرضِ في تشرينَ
يلفظُ حُرقةَ الصَّيفِ
كعقربِ ساعةٍ يمضي
فليس يعودُ للخلفِ
كما الأوتارُ إن شُدَّتْ
تجودُ بأجملِ العزفِ
أَكُنتَ تظنُّ إذ ما رُحتَ
أسكنُ ظُلمةَ الكهفِ؟؟
وأُسنِدُ بالأسىٰ رأسي
إلىٰ كفِّي؟!
ويهطِلُ بالبُكا ضعفي؟!
أنا ما زِلتُ في دربي
ولم يعلمْ سوىٰ ربِّي
بأنَّ القلبَ مذبوحٌ
وظلَّتْ في حُشاشَتِهِ
تَأَجَّجُ طعنةُ السَّيفِ
مضىٰ عامانِ.. لا أكثرْ
وتَمَّتْ سَبعَها الأشهُرْ
وأُسبوعانِ…
وارتحلَتْ كذا السَّاعاتُ
لم أشعرْ
وبعضُ دقائقٍ فَرَّتْ
من البندولِ
لم تصبِرْ
وظلَّتْ بعدَنا الدُّنيا
هي الدُّنيا
فلا عَينُ الهوىٰ نَضَبَتْ
ولا رَوضُ الوَفا أقفرْ
ولا انطَفَأَتْ عيونُ الشَّمسِ
أو غاضَتْ لنا الأبحُرْ
وها أنا -مثلما يبدو
لكلِّ النَّاسِ- لم أُقهَرْ
وصلبٌ خاطري المصلوبُ
لم يُكسَرْ
وها هي ذكرياتُ الأمسِ
صندوقٌ بدولابي
بهِ باتت رسائلُنا
شخابيطًا علىٰ دفترْ
هُنا قلبي…
بتوقيتِ الأسى اللَّيليِّ
لا يهفو.. ولا يشتاقْ
وعَبْرَ زُجاجِ نافذتي
أُطِلُّ علىٰ مدينتِنا
بعينٍ صلبةِ الأحداقْ
على العَجَلاتِ تَعلَقُ نظرتي أَمَدَا
كعُمْرٍ قد أَضَعتُ سُدىٰ
وفوقَ رَصيفِ آلامي
تَمُرُّ عرائسُ الذِّكرىٰ
بأثوابٍ مِن الأوراقْ
وثَمَّةَ جذوةٌ أَبَقَتْ
إلىٰ أطرافِها انطَلَقَتْ
بقلبي ها هُنا نارٌ
ووَسْطَ مدينتي نارٌ
حريقٌ يَبْلُغُ الآفاقْ
تَئِزُّ بداخلي الصَّرخاتُ
خلفَ أضالعي تعوي..
تظلُّ حبيسةَ الأعماقْ
ووجهُكَ غائمٌ كَدُخَانِ نيراني
يَسُدُّ مسامَ أوردتي
ويرقصُ فوقَ أحزاني
فكيفَ وقد أضاءَ ملامحي يومًا
هواكَ.. غَدَوْتَ كابوسًا يُلاحِقُني
ودمعًا يَحرِقُ الآماقْ؟!!
أتسألُ كيفَ خاتِمَتي؟!
عَرَفْتُ الآن كيف يموتُ إنسانٌ
بلا موتٍ!!..
وكيفَ بلا دَمٍ…
رُوحُ الجريحِ تُراقُ
كيفَ تُراقُ… كيفَ تُراقْ!!!
موتٌ على قيدِ الحيا