اتتّبَعُ الخطوَ النديَّ لعلّها
قدمي تفتِّحُ من هسيس ترابها
وتحيطُ بالقلب الوحيد ذراعُه
فتميس روحي غبطةً بإيابها
ترنو إليك العين لكن لا ترى
غير المدائن اكتوي بسرابها
ما أوجع الفقد المكابر ليتني
أستنسخُ الأشجار من حطّابها
وأعودُ صفرَ الرّوح بعد لقائِنا
كمدينةٍ طاف التّتارُ ببابِها
أجترُّ ما في النّبض من هَمَساتِنا
فتُريقُ خمرُ اللّيلِ فيضَ قرابِها
وأدلّلُ الذّكرى بحلوى قُبلةٍ
عَصرتْ شفاهُ الكأسِ تمرَ رُضابِها
حتّامَ تفطِمُ رغبتي هذي الدُّنى
والقلبُ طفلٌ عالقٌ بثيابِها
عجّلْ بماءٍ خالق، خُذْ دهشتي
وازرعْ بذور العشق في أعتابِها
فلعلّ في كُتُبِ الحياةِ قصيدَة
قرئت حروف العشق في محرابِها
قلبي وقلبُكَ مركبانِ ورحلَةٌ
كمْ أخفَتِ الأمواجُ سرَّ عُبابِها