مَن سواهْ ؟
يشربُ النيلُ من دمعه
نخبَ من لم يصونوا هواهْ !!
من سواهْ؟
يذرف الشوقُ موجاتِه الراقصاتِ
على النيل ليلا
فتُودِعُه سكراتِ المتاهْ!!
من سواهْ؟
يعرج الآنَ من دون زادٍ
إلى الغيب من دونهم
حين ترسو الظنونُ
وتغفو المراكبُ
محزونةً في المياهْ ؟؟
من سواهْ؟؟
حين يعبرُ ذاك الغريبُ
وتسجد كلُّ الجسور
التي عَلّقتْ نِيلَها في الشفاهْ !!
فتطلّ جميعُ “القرابين” جذلى
وتسأل مدموعةَ القلب:
ما ذنبُنا يا إلهْ !!
من سواهْ؟؟
ظَلّ يدّخر ُ الحُبَّ والحَبَّ
حينا من الدّهرِ
حتّى بكى النيلُ
أقدارَه إذْ أتاه !!
يا “إله”..يا إلهْ !!
كيف صرّفتَ كالرّيح أحلامَنا للمغيبِ
وإشراقُها أعرجٌ كالسطور القديمةِ
يغزو الجباهْ !!
يُنصتُ النّيلُ لمّا نُغنّيه أحزانَنا تارةً
ثم يكمل رحلتَه منشدا
للقرابين أسطورةَ الغيبِ صمتا
يخبئ أوجاعَه
حين يكشف
سرَّ الغناء سواهْ !!
من سواهْ؟؟!