تصدير كآبة / بقلم:سمير وديع

كومة رماد من بقايا نار كانت مشتعلة، يأتيها آخر الليل وقد انطفأت ويصبح الصباح وهي مجرد رماد، فقط خيط من لهب رفيع يشقّها تكاد لا تشعر به، وهو لا يدري سيشتد عضده فيشعلها؟
أم سيغلبه ظلامها فتطفئه؟

ألا تتجسّد أحيانًا في داخلك تلك الصورة؟
فتشعر كهذا الرماد الذي انطفأت فيه كل ذكرياتك، وضاعت من ضياعه معالمك، فلا دليل يخبرك من أنت ولا أحد لاحظك مُنطفئًا فيحاول أن يعيد معك ما افتقدت.

فقط ذلك الخيط
ذلك اللهب الضئيل المُضيء داخلك يحرمك من الموت، ويسندك وأنت متهالك على حافة الحياة، ويجعلك لا تشعر بالخطر وأنت مستسلم لأي مصير قد يحدث.

قد يشتعل ذلك الخيط الحي الوحيد ذاتياً، وقد ينجذب نحوك شيء يشبهك فيعينه على مساعدتك للعودة.
قد تأتي الرياح في اتجاهك، قد يحدث أي شيء يجعلك تومض من جديد وكأنك لم تنطفئ يومًا.

ربما عليك حينها أن تنتبه أأومضت لتحترق؟
أم لتدفئ و تُنير؟

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!