يا خفيفًا بِهِ العَشِيَّاتُ تسري
وَالشَّذَا عابقٌ بِفلٍّ وزهرِ
للقناديلِ نشوةٌ وهي تحكي
بعضَ ما كانَ مِنْ رُضَابٍ وسِحرِ
مِنْ رفوفِ الحنينِ مرَّتْ بليلٍ
ذكرياتُ الصِّبَا وفاحَتْ بعطرِ
رفَّ طَيفُ المُنَى فماستْ غُصُونٌ
والصَّباحاتُ مِنْ عَقِيقٍ وتِبرِ
عابرٌ في البلادِ مِنْ غيرِ زادٍ
ومليءٌ أنا بفكري وشعري
عَدَنِيٌُ الهوى وقلبي يُغنّي
(يا شراعاً وراءَ دِجلةَ يجري)
أَذْكُرُ الآنَ مَا مَضَى يَا رِفَاقِي
نَكْهَةَ الشَّاي يا صَباحَ “الكَمَسْرِي”
رَوْعَةَ اللَّيْلِ في (الخليجِ الأمَامِي)
رقصةَ الموجِ بينَ مدٍّ وَجَزرِ
هَا أنا أرقُبُ المَدَى في شُرُودٍ
كُلَّما طَالَ بِي السُّرَى ضَاقَ صَدْرِي
في فؤادي قَصَائِدٌ لَمْ أقلها
وَهْيَ تقتاتُ مِنْ رَمادِي وجمرِي
جَفَّ قَطرُ النَّدَى وَمَا زالَ قلبي
يَرْتجي غيمةً بِهَا اللَّيْلُ يسْرِي
ظَامِئٌ يا دِمَشْقُ هَلْ مِنْ رُضابٍ
إيهِ يا شامُ ليتَ صَنعَاءَ تَدْرِي