مُهَاجِرَانِ
إِلَى أَرضٍ بِلَا حُرَمِ
– حَولَ القِطَارَاتِ –
نَطوِي صَفحَةَ الأَلَمِ
.
– مُهَاجِرَانِ؟
– إِلَى أَينَ الغُرُوبُ؟
– إِلَى مَرَافِئِ الدِّفءِ ..
حَيثُ الشَّمسُ لَم تَنَمِ
.
– مُهَاجِرَانِ؟
– إِلَى أَيِّ البِلَادِ؟
– إِلَى تِلكَ البِلَادِ
الَّتِي لَم تَعتَقِل قَلَمي
.
فَلَا تَقُل لي:
– لِمَاذا؟
– أَلفُ أُحجِيَةٍ أُطِلُّ مِنهَا
عَلَى بَحرٍ مِنَ الحُمَمِ
***
لَومِي عَلَى الغَيمَةِ الكَلمَى
إذِ انسَكَبَت عَلَى رَمَادِي
بِلَيلٍ غَيرِ مُنصَرِمِ
قِنِّينَةُ العِطرِ عَطشَى فِي اليَبَابِ،
فهَل سَيُمطِرُ الحُزنُ
بِالأَندَاءِ والدِّيَمِ؟!
فِي هَامِشِ البَالِ
طِفلٌ مَا يَصِيحُ: مَتَى
سَيَسقُطُ الكَونُ فِي دَوَّامَةِ العَدَمِ؟
وفِي الشَّرَايِينِ
تَارِيخٌ يَسِيحُ، بِلَا وَعيٍ
يُفَتِّشُ عَن “عَادٍ” وعَن “إِرَمِ”
وفِي الحَنَايا
نَشِيجٌ شَنَّ أُغنِيَةً
تُؤجِّجُ النَّارَ مِن رَأسِي إِلَى قَدَمي
فَهَا أَنَا صَاهِلٌ فَوقَ الرَّصِيفِ،
وهَا هِيَ التَّغَارِيبُ تَغلِي الآنَ مِلءَ دَمي
***
مُهَاجِرَانِ ..
ولَاذَ الوَردُ – مُرتَمِيًا صَوبَ الرَّبِيعِ –
مِنَ الدَّلمَاءِ والسَّقَمِ
أَنَا وأَنتِ: انبِجَاسٌ
تَاقَ هَاجِسُهُ إِلَى السَّمَاءِ،
وصُبحٌ صَاحَ دُونَ فَمِ:
مَا زَالَ بِي صُوتُكِ الشَّلَّالُ
يَغسِلُني مِنَ التَّبَارِيحِ
في أَيَّامِنَا الظُّلَمِ
يَلِيقُ بِي
– فِي تَلَافِيفِ الحَقِيقَةِ –
أَن أُحَاولَ الحَفرَ حَتَّى قِمَّةِ الهَرَمِ
يَلِيقُ بِي
الغُوصُ فِي عَينَيكِ مُنسَرِبًا،
وفَوقَ صَدرِكِ .. أَطفُو نَاصِبًا عَلَمي
يَا خَصرَكِ البَانَ ..
وَقتُ الرَّقصِ يُربِكُنِي،
يَكَادُ يَغتَالُ قَلبِي النَّايُ بِالنَّغَمِ
اللَّامُبَالَاةُ دُستُورُ العِنَاقِ،
فَلَا وَقتٌ لِعضِّ حَنَايَانا مِنَ النَّدَمِ