كنتُ منهمكةً في المطبخ اغسل الأواني بينما حماتي كانت منشغلة في الحوش … خرج ابني احمد يحبو عبر الرواق حتى وصل إلى العتبة ،وكان الباب مفتوحا…
هجمت عليه الديوك الرومية التي كنا نربيها مع البط والدجاج…
تناهى إلى صراخه المتألم وبكاءه الفزع ، فنهضت مرعوبة ، بينما أقبلت جدته راكضة. نقرته بقوة، ثلاث ضربات على رأسه، وواحدة على يده… تنهدت حماتي وحمدت الله أنها لم تكن في العين …
منذ أسبوعين تقريبا صارت الديوك الرومية تهاجم أي طفل تلمحه ، اقترب منها أو لم يفعل ، تريد أن تنتقم لأن يوسف أخ زوجي الصغير صار يشتد عليها ويؤذيها ، بسبب أو بدونه ، كان مشغولا أو فارغا، يرميها بالحصى أو بالأحذية البالية…
كنت أنا هدفاً للعقاب وكذلك الديوك الرومية…
ضُربت، وشُتمت، وسُبّ آبائي حتى الجد السادس، واقسم زوجي بأنه لو حدث لابننا مكروه لطلقني غير أسف، لأن ما حدث سببه إهمالي…
أما الديوك الرومية فقد حملها والده إلى سوق الثلاثاء الأسبوعي، وباعها كلها رغم توسلات حماتي، لكنه رفض بعناد قائلا من يمس حفيدي بسوء لن ينجوا بفعلته….