لا بُدَ لكلِّ إنسانٍ أن يمرَّ بلحظةِ ضعف أو ربما خوف، لا من شيءٍ سوى المستقبل، قد يخاف أن يفشل و يُسحق حلمه، خاصةً إن آلتِ الظروف الحياتية المحيطة بضبابيةِ القادم. لكنّ الإنسان وقت العتم يغمض عينيه وينسى أنّهُ قدْ يظهر ضوءٌ خفيٌّ من أعماقِ القلب يقولُ بأنَّ المحاولة هي سبيلُ النجاحِ، وأنّ الحلمَ قد يتحقق بالأملِ والعمل.
نعم يمكنه أن يتحقق ولو بعد حين، ولو طالَت عليهِ السنين، فتمضي الأيامُ بحلوها ومرّها حتى نقول ها قد وصلنا بابتسامةِ ألم كافحنا في الحياة حتى حصلنا عليها، ولو أنّنا قد وصلنا بِقُوىً منهكةٍ وألف جرحٍ كابدناه. المهم هو ماهية الأمر وغايته، كان الهدف من خوض غمار هذه الحروب هو بلوغ الذروة من الحلم، وللجميل من القول “ها قد تحققت” سَتُقالُ عاليًا، وهذه هي المُسَلَّمَة الوحيدة التي يجب على المرء أن يثق بحقيقيتها، كي تغدو غدًا واقعًا أمام عينيه.
هذه أفكار القلة من الناس، من ترى جوهر الحياة بِلُبِّها، لكن الغالبية فَلا، لم يهتم أحد بكل ذلك، جميعهم يملكونَ النظرة الخارجية، وما خفى ما كان يعنيهم مطلقًا، يحسدون الشخص الذي يحلم ويحاول و،يفشل حتى يصل إلى النجاح. حتى الذي فشل دون المحاولة، ينظرون بعين الظلم والظلام، البشر بأيديهم خَرَّبوا الكثير، ولو أرادوا لَعَمّروا الكثير دون ضررٍ يُذكَر،لكنه قَولهُ تعالى: (وكانَ الإنسانُ أكثرَ شيءٍ جدلًا).
كم كان الطريق شاقًا، وكم من طموحٍ عبرناهُ بخطىً مترددة بأمل (بكرى أحلى) وبالنهاية وصلنا بعد تأخر عام أو اثنين أو ربما أكثر لحكمة لا يعلمها إلا الله، قد وصلنا، والحكمة تقول “أن تصل متأخرًا، خيرٌ لكَ مِن أن لا تصلَ أبدًا” لِنستمر ونستمر حتى نقف في نهايةِ المطاف بروحٍ جديدة و عقلٍ جديد، و جسدٍ أنضج من ذي قبل، كان الله معنا في كل خطوة،وعلى مشارف النهايات، الآن وقف كل منّا أمام حلمه الذي تحقق أخيراً، ونقول: (ها أنا ذا فعلتها، ورغم كل دمعة ومشقة وصلت) فلا بُدَّ أن نتحلى بالصبر والإيمان بأنفسنا، و بأنّ الله لا يخيب عمل فردٍ منا دعاه بقلبٍ صادقٍ، و آمن به بروحٍ نقيّةٍ وطموح.