عقدت الجمعية الفلسفية الاردنية يوم امس الثلاثاء محاضرتها الاسبوعية ضمن برنامج مُلتقى الثلاثاء الثقافي ، حيث قدم الدكتور حسين طه المحادين استاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة محاضرة بعنوان ( ثقافة العولمة وايديولوجية الصورة) ، وأدارت الحوار الدكتورة لينا جزراوي .اشار الدكتور محادين الى ان العولمة هي من افرازات الرأسمالية ، والعولمة اعادت صناعة الانسان المعولم وضبط ايقاع الافراد . ان للعولمة دين بحسب دكتور محادين ودين العولمة هو العلم والتكنولوجيا . لقد عملت العولمة على توظيف التشريعات الدولية لجعل دول الهامش تابعة لدول المركز . هذا اضافة الى ان ادوات العولمة وهي الهواتف الخلوية قد اعادت تشكيل الذهنية العالمية وبث الأفكار الجديدة وتسريب ثقافات مختلفة غير نمطية ، فإذا كانت الفلسفة هي أم العلوم ، فإن الانترنت اصبحت الأم الثانية للعلوم . لقد ادركت العولمة بان الانسان يستقي ٨٠٪ من معارفه عبر حاسة البصر ، لذلك اصبحت الصورة ايديولوجيا بما تحمله من افكار وقيم وتمارس ما أسماه الدكتور محادين ( دكتاتورية البصر) بمعنى انها تفرض الصورة على الذهنية بكل ما تحمله من معاني وقيم وثقافة. واشارت الدكتورة لينا جزراوي الى خطورة العولمة في ضياع وتشتت الهويات الثقافية الخاصة بالأفراد والجماعات ، وايضا ان العولمة قد حققت حالة من السطوة من دول المركز الغربي على دول الهامش ، وفرضت ثقافتها وقيمها ، وهذا ووافق الدكتور محادين على انه لا خيار امام المغلوب إلا في اتباع الغالب بحسب ابن خلدون الفيلسوف العربي ، والعولمة اليوم هي قدر الشعوب المغلوب على أمرها ، والتابعة للغرب الرأسمالي.