قدْ تاهَ في دَربِ الضَّياعِ غَرامِي
وتَـبَخَّرَتْ بِلظى النّوى أحـْلامِي
وتَـنَـاثرتْ آمـَالُ حـُبِّـي والـمُنَى
في قـاعِ هَـجـرٍ مُظْلِـمٍ مُـترَامِي
وتَسَاقَطَتْ أوراقُ عِشقٍ مُثخَنٍ
بِـجِرَاحِ أعـذارٍ تَـصُـدُّ مَـرَامِـي
ولَكـمْ قَـصَصْتُ بِـمُهجَتِي آثـَارَهُ
عَلِّي أرى للحـبِّ بـعـضَ حُـطَـامِ
أوّاهُ إنّـي لـمْ أجِدْ غـيـرَ الأسى
بـيـنَ الـضلوعِ تَـحـُفُّـهُ أسْقَامِي
كمْ أحْرُفِي نَادتْ رُفاتَ صَبابَتِي
وتَـكَـسَّرتْ في لـحـنِهـا أنـغـَامِي
لمْ يُجْدِ بوحُ الشِّعرِ في بَعثِ الهوى
عَـبَثًــا تُـخــاطــبُ مـيِّـتًـا أقـلامي
كمْ حاولتْ نَفخَ الحياةَ بِرَمْسِهِ
هـلْ للحياةِ تـعـودُ بعضُ رِمـامِ
حـزنٌ يـجـولُ بِخَيلهِ بينَ الحشا
والـهـمُّ يَسرِقُ بـالسُّهـادِ مَـنـامِي
والدمعُ مِن مُقَلِي غِيَاثي في النوى
وأنـيـنُ روحي والشجونُ طَـعـامِي
حولي مَتَاهاتُ العذابِ تَحُوطُني
بــالــقــهــرِ والــحــرمــانِ والآلامِ
خَلْفي خَرائبُ لـوعتِي ويَقُودُنِي
يـأسُ الجوى مِن ظُلْـمـةٍ لـِظلامِ
بـَحـرُ الغرامِ على اليمينِ سَرَابُـهُ
وأنـا بـِلُجَّـتِهِ الـغـريـقُ الـظـّامِي
وعلى يَسَاري الشوقُ تُحْرِقُ نارُهُ
أملَ الوصالِ لكي يـَزِيـدَ ضِرامِي
والبومُ تـنـعـِقُ في سمـاءِ مَحَبَّتي
كيْ لا أرى في الأفْقِ طَيفَ هُيامِ
تـحـتي وِشـَايـةُ شَانئٍ تَغتالنِي
كمْ أحرقـتْ ألـغـامُـهـا أقْـدَامِي
قلبي تَرَجَّلَ تاركًا خـيـلَ الـصَّبا
يـعـدو بِحافِرِهِ يـدُوسُ غـرامِي
ربـَّاهُ إنِّي قدْ هُزِمْتُ مِنَ الـهوى
وبِـسـاحـهِ قـدْ نـكسَتْ أعـْلامِي
ولِذَا تَرْكتُ العشقَ لستُ بِحَانثٍ
وجَـعـَلـتـهُ كالخمرِ محضَ حَرامِ