أعد على مهلٍ قهوة المساء
تلك التي ذكرتني ببقعةٌ على طرحة أمي
سأصلح رجل المائدة حالًا
وأثبت بدلًا من المسامير لهفةً قديمةً
وغراءً يشبه ألمي
ربما لا تتمرد أعضائي
فأرى عينيّ حين عاهدتهما ألا أتوضأ من شبق شفتيك
آخر سلاحٍ تذكرته في جبهةٍ لم تعد تتذكرنا
حين استغربتنا الأسوارُ
والأسفلتُ
وشبابيكُ قديمةٌ لا علاقة لها بشلال الصباح
وعاصفة النور التي هبت من شقٍ بين الباب والحائط
وزهرة الصبار المنتصبة على سورٍ
بيني
وبينك
اعذريني ..
لا أسمع بشكلٍ جيدٍ
ليس لأن أذني اليسرى بطيئة الفهم
ولكنني أحاول تفسير إشاراتك الغامضة
وإلحاح هاتفٍ مخبأ تحت الوسادة
قبل أن يرجوني فنجانٌ باردٌ
وخمارٌ قابعٌ في صندوقٍ خشبيٍّ
يتنفس سرًا
كأنه في حضرة ضابط النقطة
أو عانسٌ تقبّـل صورة عاشقها خلسة آخر الليل
أزيح أحلامًا مكوّمةً تحت سريري
قبل ان أتجول في صداعٍ خفيف
يفور مع قهوة المساء …